قد تقرأ ورقة علمية معقدة في أسلوبها وأفكارها وتجد نفسك محتارا فيما تقرؤه فالكلام المكتوب والمعلومة يبدوان كطلاسم أو ألغاز صعبة، تحاول أن تفهم وأن تستوعب، لكن عقلك يتوقف وكل ما تحسه هو حالة العجز الاستيعابي التي تعيشها والنقص الذي تشعر به. وقد تجد في هذا الغموض فرصة كي تجدد معلوماتك فتبحث وتبحث ومع كل خطوة نحو الفهم تجد أن عقلك يتغير. العلم بنظرياته واستنتاجاته مبهر، قد تتخصص في الكيمياء وتجد نفسك منبهراً بقراءة نظرية فيزيائية بحتة لا تفهمها كاملة لكنها تفتح أفقاً معرفياً جديداً أمامك. وقد تصادق الأرقام والفرضيات لكنك تقف مستمتعاً بمحاضرة تشرح طريقة التفكير وكيفية تعامل العقل مع الإرساليات التي يتلقاها. أنت ككائن تتعلم في كل لحظة، تجد معلومة مختفية في محرك بحثي في مقال كتب على عجالة في جريدة لا يقرؤها الكثيرون في لقاء تلفزيوني أو محاضرة طالعك إعلانها الخجول في لوحة إعلانات منسية في ردهة مبنى جامعي أو في حوار جانبي اختلف طرفاه حول فكرة. مصادر المعلومات حولك كثيرة ومتنوعة وسهل الوصول إليها في زمن المحاضرات المنقولة عبر الشبكة العنكبوتيه، وزمن قاعدات البيانات المفتوحة للجميع. كم كبير من المعلومات حولك، معلومات متجددة متنوعة ديناميكية، قبل سنوات قليلة كانت تقنية الخلايا الجذعية تقنية متخصصة محدودة الاستخدام الآن تجد مئات الأبحاث التي تستخدم هذه التقنية وتطورها، ومن أصحابها من رشح لجوائز عالمية. العلم التطبيقي البحت، قد تجده جافا مملا مليئا بالمعادلات والفرضيات والأرقام والصور التشريحية والأعراض المرضية لكنك حين تقرأ قصة اكتشاف خصائص مركب كيميائي مثلا تجدها قصة عذبة للعقل ولقوة الملاحظة البشرية دور كبير فيها. العلم التطبيقي بكل معلوماته الجافة التي كنت تكره كتابتها في ورقة الامتحان في زمن بعيد تجد له الآن نغمة موسقية مميزة تطرب عقلك تنقله لحالة من الانتعاش بدايتها سؤال ونهايتها إجابة مفيدة.