×
محافظة المنطقة الشرقية

اتحاد الكرة يحدد سقف رواتب المحترفين البرقان لـ “ الرياضية “ : رواتب اللاعبين مبالغ فيها

صورة الخبر

لم تكن أم أحمد "ذهينة" كجارتها سعيّدة، التي ما تلبث الا وأن تمارس هوايتها في البحث عن مصالحها والبعد عن المشاكل والتنصت على جيرانها المتلاصقين في منزلها.! سعيّدة ذات الحركة الدؤوبة لم تهدأ. بعد افتتاح التلفزيون وبثه تدريجياً إلى ان اصبح هو الشغل الشاغل للحارة، كانوا يقيسون أوقات البرامج على نزول الظل عند "مرزام" بيت الحميضي، الجار والمقابل لبيت سعيّدة وأم أحمد. سعيّدة فكرت كثيراً في اقتناء جهاز التلفزيون الصغير، وتأجير مشاهدة أطفال الحي بدلاً من لعبة "دبجى" التي تسبب لها صداعا وخلخلة بابها من أطفال الحي. ذهبت لحراج "الرخوم" تعرف شخصاً هناك، تستشيره عن التلفاز، هل هو كما يردد البعض بأنه "مسكون"؟، قال لها وهو متربع بين ملابس مهترئة يبيعها للعمالة ولغيرهم ممن لا يستطيعون شراء الجديد:" شوفي يا سعيّدة ترى التلفزيون زين مرّه، والناس ماخلّت شيء الا وحكت فيه، روحي لقصير دكان الملوحي وتلقينهم يبيعونه هناك". ذهبت سعيّدة لجار "دكان" الملوحي وابتاعت جهازاً صغيراً معه "أنتل" يعلق في السطح لجذب الإشارة، ذهبت لبيتها وعباءتها "تسحب - تكنس" الأرض وما تجده من أوراق وقذارة، عمال الدكان كانوا خلفها في عربية ذات"الثلاث" عجلات لتوصيله وتركيبه لها. في تلك الحارة كانت حفلة بعد أن شاهدوا سعيّدة مقبلة ومعها تلفزيون، كان نادراً بين الجيران، تعتبر هي أول من جلب ذاك الجهاز الصغير لبيتها. بعد أن تم تشغيل التلفزيون وتعرفت على برامج "الكرتون - المدبلجة" قالت لابناء الحي تعالوا "تفرجوا" ترى فيه شيء زين لكم/ سعيّدة كانت تقصد في هذا ترويجا لجهازها وجذبهم في الأيام المقبلة. بعد ايام حاول الأولاد الدخول لبيتها الا انها رفضت ذلك، وقالت وهي ممسكة جلال على وجهها وتطل من الباب:" يالله انفهقوا عن بابي، والا تراني بلوخكم لوخ/ اللي يبي يشوف جالكسي؟! يدفع ربع ريال". ذهب الأولاد يطالبون من والديهم ربع ريال، بعضهم عاد والبعض الآخر لم يعد:" دفعوا لها مقابل ان تسمح لهم بوقت المشاهدة على فيلم الكرتون جالكسي". قالت لها أم أحمد وهي تنشر دراعتها في سطح منزلها، وسعيّدة ايضاً من سطح بيتها:" اللهم يكافي، تاخذين من البزران قروش علشان تورينهم ذا التلفزيون؟"، قالت وهي رافعةٌ رجليها فوق "سحارة – برتقال" لتشاهد أم أحمد:" وانا الحين غاصبتهم، هم اللي كسروا باب بيتنا.. وتراني شاريته بقروشي، واللي يبي يشوف يدفع". هذه سعيّدة تطور الأداء معها، بعد أن كونت مبلغا كبيرا جراء ايجار مشاهدة التلفاز، ذهبت لشراء "شنطة بكم" تأجرْها مع بعض الاسطوانات لمن يريد من كبار الحارة، ايضاً وبعد سنتين اشترت جهازا لتشغيل السينما تشاهد وتؤجر الأفلام. القدرة والطاقة لدى بعض النساء منذ ذلك الحين مهولة وقد تستطيع فعل الأشياء التي تخرج من ذهن الرجال.