كشف مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد حسين اليماني عن دلائل كبيرة على سرقة قيادات الميليشيات الانقلابية للمواد الإغاثية التابعة للمنظمات الإنسانية الدولية وإثرائهم من وراء تجارة السوق السوداء التي تتاجر بدماء ومعاناة ومآسي أبناء اليمن، فيما ناشدت القوى السياسية اليمنية الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لفك الحصار على مدينة تعز إنقاذاً لأهلها من المجاعة جراء الحصار القاتل الذي يتعرض له أربعة ملايين شخص على يد ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وقال اليماني في خطاب إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون للأسف الشديد فإننا لم نسمع حتى الآن عن تقرير واضح من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمنسق المقيم لها يوضح للرأي العالمي جسامة الوضع الإنساني الصعب جداً في تعز. ونوه بأن العقاب الذي تتعرض له تعز من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، يندى له جبين الإنسانية، لافتاً في الخطاب، الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، إلى أن محافظة تعز لا تزال تعاني جراء الحصار الخانق عليها من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ورغم تصريحات الأمم المتحدة، إلا أن المنظمات الدولية العاملة هناك لا تزال تتعامل مع الحوثيين باعتبارهم طرفا ليس مسؤولاً عن الحصار الشامل للمحافظة والجرائم الإنسانية التي ترتكب يومياً بحق المواطنين المدنيين. وقال إنه وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحصار المفروض على تعز وسكانها البالغ عددهم 4 ملايين نسمة وعلى الرغم من الاتفاقات التي تمت بين الوفد الحكومي ووفد الانقلابيين في جولة المشاورات الثانية في مدينة بيل السويسرية مؤخراً حول فتح الممرات الإنسانية الآمنة إلى تعز وإطلاق سراح المعتقلين، إلا أن معاناة أبناء تعز لم تتوقف ولن يحرك الطرف الانقلابي ساكناً تجاه تلك المعاناة بل زاد بطشاً وتنكيلاً في أبناء تعز ومنشآتهم المدنية والصحية والتعليمية فضلاً عن دورهم السكنية. ولفت مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن عدم التزام الطرف الانقلابي للحوثيين وصالح في تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في مشاورات الجولة الثانية في سويسرا في ديسمبر الماضي وخصوصاً فك الحصار المطبق على تعز والسماح بإيصال المعونات الإنسانية الإغاثية إلى المحاصرين والمحتاجين من السكان في مدينة تعز، ينذر بكارثة إنسانية جسيمة حيث إن برنامج الغذاء العالمي في بيانه الأخير أشار إلى احتمال حدوث مجاعة كبيرة في هذه المدينة الصامدة والصابرة. وقال اليماني نهيب بكم باسم حكومة وشعب الجمهورية اليمنية التحرك الفاعل والعاجل لرفع هذه المعاناة الإنسانية بحق أبناء هذه المحافظة، حيث إن استخدام التجويع كأداة من أدوات الحرب تعد جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني لا تسقط بالتقادم وينبغي على المجتمع الدولي الوقوف بحزم تجاه مثل تلك الانتهاكات الصارخة. من جهتها قالت أحزاب وتنظيمات سياسية يمنية في رسالة مشتركة بعثت بها إلى بان كي مون إن القوى السياسية اليمنية المتمسكة بالقرارات الدولية والمطالبة بتنفيذها وفي مقدمتها القرار 2216 تناشدكم بحق الإنسانية والتزاماً بالمواثيق الدولية التدخل الفوري لفك الحصار على المدينة انقاذاً لأهلها، وسيكون لتدخلكم العاجل دور مهم في دعم الجولة القادمة من المشاورات الخاصة بتنفيذ القرار 2216 وتيسير انعقادها في أجواء مناسبة تدعم جهودكم في تحقيق الاستقرار في اليمن. وأشارت الرسالة إلى بيان مجلس الأمن الصادر في 23 ديسمبر الماضي والذي طالب ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بفك الحصار على المدن اليمنية وخاصة تعز، إلا أن الأخيرة ما زالت تتعرض حتى هذه اللحظة لأسوأ أنواع القصف والاعتداء بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من قبل الميليشيا الانقلابية. ولفتت إلى قيام الميليشيا الانقلابية يوم الأربعاء 30 ديسمبر بقصف مستشفى الثورة العام الذي يعد آخر المستشفيات العاملة في المدينة، وتدميره في عمل وحشي وإجرامي غير مسبوق مناف للقيم الإنسانية. كما تتعرض مدنية تعز لحصار شامل منذ وقت طويل وقتل الكثير من أبنائها وتشريد المواطنين العزل ، ووصلت الأوضاع الإنسانية فيها من السوء والمأساوية إلى حد يصعب تحمله كما ورد في الرسالة. وأكدت الرسالة أن انعدام المواد الغذائية والأدوية تسبب في موت الكثير من المدنيين يومياً نتيجة للحصار والقصف الوحشي الذي يفرضه الانقلابيون والرافضون لقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن المعونات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة لم تصل إلى مستحقيها بل استولى عليها الانقلابيون في المناطق التي يسيطرون عليها.