شهدت أسواق المال الخليجية أمس انخفاضات حادة بسبب المخاوف من تصعيد عسكري في سورية، وقادت بورصة دبي موجة بيع في أسواق المنطقة، حيث هبطت 7 في المائة مسجلة أكبر خسارة في يوم واحد منذ أزمة ديون الشركات في الإمارة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. لكن أسواق الخليج وصلت إلى أعلى مستوياتها في عدة أعوام، ولذلك كانت عرضة لموجة مفاجئة من جني الأرباح من جانب المستثمرين الأفراد الذين هيمنوا على التعاملات في الأسابيع الماضية ويريدون تحقيق مكاسب. ووفقا لـ رويترز، قال ياسر مكي مدير إدارة الثروات لدى الريان للوساطة المالية في قطر من الناحية السياسية المنطقة في أزمة وهناك مخاوف متنامية حول الحرب في سورية. لكن مدى الهبوط غير منطقي وردود الأفعال مبالغ فيها نظرا للعوامل الأساسية المحلية القوية. وحتى إذا كانت هناك حرب فلا أتوقع أن تؤثر بشكل ملموس على دول الخليج. وهبط مؤشر سوق دبي إلى 2550 نقطة مقلصا مكاسبه منذ بداية العام إلى 57.7 في المائة وسط تراجع جميع القطاعات تقريبا وحجم تداول كبير تجاوز 1.75 مليار درهم (476 مليون دولار). وتراجع سهم إعمار القيادي بنسبة 8.36 في المائة وهو أكبر تراجع يومي في سوق دبي منذ خريف 2009 عندما شهدت الإمارة أزمة حادة. وتبدو التوقعات متفائلة على الأمد البعيد لمؤشر دبي، بعدما اخترق مستوى مقاومة عند 2409 نقاط في تموز (يوليو)، وهو ذروة صعوده في تشرين الأول (أكتوبر) 2009. أما سوق أبو ظبي فقد أغلقت على تراجع بلغ 2.83 في المائة وسط تراجع الغالبية العظمى من القطاعات، ولا سيما قطاع العقارات. بينما هبط مؤشر سوق الكويت 2.9 في المائة إلى مستوى 7766.35 نقطة، وسجلت التراجعات الأكبر في أسهم العقارات والخدمات المالية والصناعة والطاقة. وهيمن المستثمرون الأفراد على التداول في الكويت بعدما صعدت السوق بشكل حاد في أوائل العام إلى مستويات لم تشهدها فيما يزيد على أربع سنوات. ولا تزال السوق مرتفعة 30.9 في المائة منذ بداية العام. وقال فؤاد درويش رئيس خدمات الوساطة لدى بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) لن تتأثر الكويت بما يحدث، فالأوضاع المالية للشركات جيدة وليس هناك سبب لهبوط السوق باستثناء المخاطر الجيوسياسية. وسجلت سوق الدوحة تراجعا أقل حدة بلغ 1.28 في المائة. كما سجلت أيضا سوقا البحرين ومسقط تراجعات أقل حدة، بلغت 1.23 في المائة و1.05 في المائة على التوالي.