الملاحظة الثانية على نمو عرض الكميات المصدرة من النقود في المملكة هي أن هناك نموا مطردا في وحدات العملة ذات القيم المرتفعة من النقد السعودي، بصفة خاصة الـ 500 ريال، فخلال الفترة من 2000 إلى 2012 يلاحظ أن الكمية المصدرة من وحدة النقد 500 ريال تزايدت من 56.8 مليار ريال تقريبا إلى 152.5 مليار ريال على التوالي. هذا وقد تزايدت نسبة وحدات النقود فئة الـ 500 ريال إلى إجمالي فئات العملات النقدية المصدرة من 67 في المائة تقريبا في سنة 2000 إلى 80 في المائة في سنة 2012، وهو ما يعكس حقيقة أن الوحدات النقدية المصدرة تتركز في فئة الـ 500 ريال بشكل أساسي، وهنا يطرح تساؤل مهم وهو: لماذا هذا النمو في وحدات العملة ذات فئة 500 ريال بالذات؟ إن الأسباب المسؤولة عن هذا النمو يمكن أن تتمثل في ارتفاع الدخول وارتفاع المستوى العام للأسعار، ونمو حجم المعاملات التي يقوم بها الأفراد، بحيث يحتاج الأفراد إلى حمل كميات أقل من وحدات العملة، من خلال التركيز على وحدة النقد ذات الفئة المرتفعة. وبما أن مؤسسة النقد تراقب الطلب على العملات المصدرة بفئاتها المختلفة، فإن هذا النمو في الطلب على العملة ذات القيمة الأعلى كان لا بد أن يواكبه عرض مماثل حتى يتوافق الطلب على العملات بفئاتها المختلفة مع الكميات المصدرة منها، وهذا النوع من التوازن تحرص عليه البنوك المركزية في دول العالم.