تقف الثورة السورية في منعطف خطر وحساس جدا في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة، خاصة مع انشغال المحيط العربي بأحداث ساخنة، وبوصلة متغيرة بشكل دائم. هذه الأحداث والتحولات تفرض على الثورة السورية أن تضع بوصلة طريق للحسم من داخلها وليس اعتمادا على أي ظرف وطرف إقليمي أو عالمي. وهذه الضرورة تشترط أن تتوحد الصفوف والرؤية وأن تكون البوصلة واضحة الطريق. ولذلك فإن حسم الائتلاف السوري لموضوع الرئيس يعتبر مرحلة أولى ولكنه يفترض مراحل عديدة كثيرة، وخاصة في مجال التنسيق مع الجيش الحر وكوادره القريبة من الواقع اليومي أو أرض الميدان. لأن هذا التنسيق هو الذي سوف يكون وسيلة الضغط الأقوى على نظام الأسد كي يدرك أنه يحارب ثورة منظمة ومتحدة وغير قابلة للاختراق. المتأمل لواقع الثورة السورية سوف يكتشف دون أي عناء، أن سبب إطالة أمد الثورة وعدم قدرتها على الحسم ليس صلابة النظام السوري ولكن عدم تماسك ووحدة صفوف الثورة. لذلك فإن الخطوة الأولى والأهم الآن هي الوحدة الحقيقية بين معارضة الخارج وثوار الداخل، وبعد ذلك سوف نجد نظام الأسد يتهاوى أمام الجيش الحر في وقت قياسي. لأن هذه هي الحقيقة التي لا مناص منها.