"الوضع لا يبشر بخير، فالخوف والترقب يسيطران على أهالي قضاء المقدادية".. هكذا يصف الموظف أبو علي الأوضاع في القضاء الذي يبعدمئة كلم شمال شرقبغداد. وأكد أبو علي في اتصال هاتفي أنه "رغمالإجراءات الأمنية المشددة فإن ملثمي المليشيات بلباسهم الأسود ينتشرون بكثافة منذ أمس الاثنين في القضاء"، مضيفا "اليوم تمت تصفية مراسل ومصور قناة الشرقية الفضائية، وهناك مخاوف من تجدد عمليات الثأر التي طالت أبناء السنة". ولفت إلى أن التفجير المزدوج الذي استهدف المقهى الشعبي في الحي العصري بديالى خلف ضحايا من الطرفين، لكن ردة الفعل كانت "عنيفة" من قبل المجاميع المسلحة، وأضاف "لقد تم قتل العديد من المواطنين السنة وحرق نحو 14 محلا، فضلا عن تفجير وتسوية عدد من المساجد بالأرض". ويعترف أبو علي بأن شخصيات معروفة ساهمت بشكل مباشر في عملية تفجير المساجد، وأكد أن مسؤول "قوات الشهيد الصدر الأول (إحدى فصائل الحشد الشعبي) هو من فجّر جامع نازنده خاتون" الذي يقع مقابل المقهى الشعبي الذي استهدف أمس. وكانت مجموعات مسلحة تابعة لمليشيات متنفذة في محافظة ديالى، قد أقدمت مساء أمس الاثنين على حرق وتفجير عدد من المساجد في قضاء المقدادية (نازنده خاتون والقادسية والمقدادية الكبير والأورفلي والعروبة والقدس والمثنى الشيباني)، بعد التفجير المزدوج الذي استهدف مقهى يرتاده الشباب في القضاء. عمر الكروي يعترف بوقوع عمليات قتل واختطاف فيالمنطقة ويؤكد أن المليشيات هي المسيطرة(الجزيرة) تصفية بدم بارد أما الطالب أحمد فيروي ما جرى بتأثر واضح، "لقد فقدتُ أربعة من أصدقائي في تفجير المقهى، وهو أمر لم أستطع تحمله"، وأشار إلى أن الأحداث بدأت تتسارع بعد التفجير، فالمليشيات نفذت عمليات تصفية لمدنيين بدم بارد في مناطق العروبة والحرية وبلور، وفق تعبيره. وتابع أن المليشيات عمدت إلى حرق المحلات التجارية وتفجير المساجد أمام أنظار القوات الأمنية التي اتخذت موقف المتفرج إزاء هذه الانتهاكات، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها أبناء السنة أمامهم، فقد سبق أن تمت تصفية المدعو فاروق المهداوي بعد أن تركوه يواجه مصيره دون أن يحركوا ساكنا. وتشهد محافظة ديالى أعمال قتل وتهجير منظمة تقوم بها المليشيات، فضلاً عن أعمال تفجير طالت عشرات المساجد والتي تندرج كلها في إطار مساعي التغيير الديمغرافي للمدينة ذات الغالبية السنية. من جانبه، أكد عمر الكروي نائب رئيس مجلس محافظة ديالى أن العصابات الخارجة عن سيطرة الدولة باتت تتحكم في زمام الأمور بالمدينة، واعترف بأن المحافظة شهدت عمليات اختطاف وقتل أصبح معها المواطن المستهدفَ المباشر. وشدد الكروي على أن المجلس سيعقد جلسة طارئة لبحث الخروقات الأمنية والانتهاكات التي طالت المدنيين ودور العبادة، وقال عنانتهاكات المليشيات المستمرة"طالبنا بإجراء تحقيق يكشف ما حصل في المناطق التي تعرضت للاعتداءات، ودور القوات الأمنية ومدى سيطرتها على الأوضاع هناك". ما تبقى من جامع القادسية في حي المعلمين الذي تعرض لهجمات المليشيات الشيعية في المقدادية بديالى (ناشطون) أزمة كبيرة من جهته طالب النائب عن اتحاد القوى العراقية رعد الدهلكي الحكومة باتخاذ موقف حازم حيال ما يجري في محافظة ديالى من عمليات إجرامية، مؤكدا "أن المدينة تعيش أزمة كبيرة لا يمكن السكوت عنها". واعتبر الدهلكي أن جريمة حمل السلاح خارج إطار الحكومة لا تختلف عن جريمة من يفجر المقاهي والأماكن العامة، داعيا الحكومة إلى أن تأخذ دورها وبقوة، لفرض سيطرتها وحصر السلاح بيدها. وعلى صعيد متصل، استنكر رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم التفجيرات التي طالت عددا من المساجد في المقدادية وشهربان بمحافظة ديالى. ودعا الهميم الأجهزة المختصة إلى ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة،مطالبا الأجهزة الأمنية بتكثيف نقاط التفتيش عند المساجد لمنع حدوثمثل هذهالتفجيرات مجددا. بدوره أكد محافظ ديالى مثنى التميمي اليوم الثلاثاء أن إدارة المحافظة لن تسمح بحدوث فتنة في المقدادية، بينما أشار إلى أن تنظيم الدولة ما زال يمتلك حواضن في بعض المناطق. وأضاف التميمي أن "لجنة تحقيق عليا شكلت للنظر في أحداث المقدادية وستلاحق كل من تورط بها، لأن دماء الأبرياء خط أحمر"، مشيرا إلىأن "ديالى لا تزال في دائرة الاستهداف من قبل المتطرفين لأنها نجحت في طردهم بعد تضحيات كبيرة". وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة من شمال العراق وغربه، مسؤولية انفجاري أمس الاثنين في قضاء المقدادية وهجمات سابقة على مركز تجاري في العاصمة بغداد، أسفرت عن سقوط ضحايا بين المدنيين.