الدول العربية والإسلامية، تُصبح وتُمسي على حرائق تُشعلها إيران، لتحقيق مشروعها التوسّعي القائم على الصفوية، والحالم باستعادة الإمبراطورية الفارسية الغابرة!. أبدأ بالعراق، بلد العباسيين، البلد الذي كان حاضرة العالم، ومقصد الدارسين، قد أخضعته إيران لنفوذها اليوم، وأعانها في ذلك الغرب، وسياسيون عراقيون صفويون، وهاهو العراق الآن شبه مُدمّر وعلى حافّة التقسيم!. ولبنان، بلد الجمال، سويسرا الشرق، قد غرزت فيه إيران خنجراً مسموماً، تمثّل في حزبٍ يدّعي المقاومة، وما هو إلّا عميل بلغ بسطوته أن يتحكّم حتى في انتخاب الرئيس، وهاهو لبنان بلا رئيس!. وسوريا، بلد الأمويين، بلاد الشام المباركة، قد عاثت فيه إيران فساداً، وناصرت طاغيته، ومكّنت لداعش، وأقحمت ميليشياتها فيه، وقتلت السوريين، وهجّرت الملايين منهم، وفتحت الباب للدبّ الروسي ليُكمل الباقي، وأمسى المسجد الأموي وكأنه في قُمْ الإيرانية لا في دمشق عاصمة الخلافة الأموية!. وهناك نيجيريا، ومصر، وتونس، وماليزيا، وإندونيسيا، وغيرها، قد طالها الحلم الإيراني، وحدثت فيها بعض التداعيات، ولولا بُعْد المسافة عن إيران، ويقظة هذه البلاد، لحصل فيها المحذور، والحذر فيها ما زال واجباً!. واليمن كاد يلحق بالركب، لولا الله ثمّ عاصفة حازمة ومُعيدة للأمل، أمر بها ملكٌ حكيمٌ استشرف الخطر، فتصدّى له بقوّة، وسيعود اليمن بحول الله سعيداً ومُسالماً!. هذه هي الحال.. مع إيران، فماذا على الدول العربية والإسلامية فعله؟ أعتقد أنّ عليها أن تسأل نفسها، هل إيران دولة شقيقة أم شاقّة وشقيّة؟ هل حاربت معها أعداءها أم تآمرت معهم عليها؟ هل حلّ السلام والوئام في كلّ دولة دخلت فيها أم الخراب والدمار؟ أنا أثق أنّ الإجابات الأمينة ستجعلها تفعل الصائب السويّ، مثل ما فعلته المملكة من قطع لكافّة العلاقات مع إيران لعلّها تتحول لجارة «من الجيرة» لا من «الجُورْ» والثورة!. @T_algashgari algashgari@gmail.com