فتية هي تحتفي اليوم بعامها السادس والعشرون منذ تأسيسها في حضرة الدماء الحيّة في عروق فرسانها الذين لا يترددون لحظة في خطبِ ودّها و التودد لروعة أمجادها كلما أتيحت لهم الميادين فوق كل أرض وتحت مظلة الاتحاد الذي يقوده فارسٌ على مستوى الطموح ، سمو رئيس الاتحادين العربي والسعودي للفروسية الأمير الفارس عبد الله بن فهد يفسحُ لنا في وقته ويستضيفنا في أروقة صدره المتّسع لكل فروسي عجز وجدانه عن التملّص من ميادين الخيل ويخصنا بهذا الحديث الحصري بمناسبة الذكرى السادسة والعشرون على تأسيس الاتحاد السعودي للفروسية.. بدايةً ماذا عساه أن يقوله رئيس الاتحاد السعودي للفروسية وهو يمسك اليوم بزمام مجد صاغهُ كيانٌ عمره 26 عاما؟ لا شك بأنه لابد من إكمال ما بدأه الاتحاد و مواصلة السير نحو الأهداف التي تخدم الفروسية السعودية ، و إن كنا قد تراجعنا في فترة ما لظرفٍ أو لآخر فإننا عازمون بمشيئة الله تعالى على المضي قُدماً باتجاه الإنجاز، وهو أمرٌ ليس بالمستحيل مع وجودي شريحة كبيرة من الفرسان الذين نعتمد عليهم في كل وقت و في أي مكان في مهمّة تمثيل هذا الوطن الذي تقف قياداته قلبا وقالباً خلف كل إنجاز حققته الفروسية من خلال ما قدموه ويقدمونه من دعمٍ لهذه الرياضة. تعاقب ثلاثة رجال على رئاسة الاتحاد، لكل منهم فكره و استراتيجياته الخاصة والتي تترك انطباعاً لدى المتابع الفروسي يوحي بأنّ كلٍّ منهم و كأنّما هو آتٍ من مدرسة مختلفة ، كيف يرى عبد الله بن فهد هذا الاختلاف؟! من الوارد جدا انت تتباين السياسات مع تعاقب القادة وإن كانوا جميعهم ينتمون إلى مؤسسةٍ واحدة و هو حق مشروع بطبيعة الحال ، إلا أنني أنظر إلى هذا التباين داخل المؤسسة الفروسية على أنه مناسب جداً، فلكل طور من أطوار مسيرتها أهدافٌ خاصّة تختلف باختلاف المرحلة التي تمر بها والظروف التي تحُفّها، و لللسياسات المتعاقبة في مجملها دوراً تكاملياً يصبُّ في نهاية المطاف في مصلحة الفروسية السعودية. اليوم وأنتم المطلعون على مسرح الأحداث الفروسية بكل ما فيه من أبطال وتفاصيل ربما قُدّر لها أن تبقى خلف الكواليس ما مدى ثقتكم بفرسانكم وإلى أين تعتقد أنك ستذهب معهم بسقف طموحكم ؟! أثق بفرساني ثقة مُطلقة وأعلم أن كل فردٍ منهم قادرٌ على أن يصنع الإنجاز مهما كانت الصعوبات التي قد تعترضنا ، أمّا الطموح فإنني بهم وبقيادتنا التي تحرص كل الحرص على دعم هذه الرياضة لا اعترف بأن له سقف وإن كان هناك ما هو أكثر من الذهب فإننا سوف نصل إليه بمشيئة الله تعالى .