×
محافظة الرياض

قصة مصورة: معرض "منتجون3 " يواصل فعالياته في مركز الرياض الدولي

صورة الخبر

في زحمة الأحداث الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة، ووسط التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، وفي ظل انشغال العالم بالحرب على الإرهاب، والتداعيات التي أعقبت إسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا، حشدت تركيا نحو 10 آلاف جندي في حملة عسكرية على الأكراد في جنوب شرقي البلاد، بذريعة اجتثاث الإرهاب الذي يمثله حزب العمال الكردستاني من دون أن تلقى هذه الحملة الاهتمام الكافي لا من وسائل الإعلام ولا من الجهات الفاعلة على الساحة الدولية، فما الذي يعنيه إعلان الحرب على الأكراد وفي هذا التوقيت بالذات. يبدو أن أنقرة وجدت الفرصة المناسبة لتصفية الحساب مع المقاتلين الأكراد الذين خاضوا معها حرباً استمرت لعقود وذهب ضحيتها عشرات الآلاف قبل أن تتوقف في هدنة تخللتها مفاوضات على مدار نحو ثلاث سنوات، لتعود من جديد على نحو أكثر شراسة وقسوة. فهناك العديد من المدن والقرى ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد تعاني من حصار فرض عليها منذ عدة شهور، ويفرض على العديد من أحيائها حظر التجول، وبعضها تحول إلى ساحات حرب حل بها الدمار والخراب من جراء المعارك والاشتباكات التي تجري بين الحزب الكردستاني وأنصاره الذين يتمترسون داخل هذه الأحياء والقوات التركية، ناهيك عن مئات القتلى والجرحى وتهجير الآلاف من منازلهم هربا من جحيم القتال. وهناك إعلان على أعلى المستويات في القيادة التركية بأن الحرب لن تتوقف حتى استئصال آخر مقاتل كردي، وهو ما يتبدى في حملات الملاحقة والاعتقال والغارات الجوية المتواصلة على مواقعهم في شمال العراق. ثمة أسباب ودوافع عديدة بالطبع جعلت أنقرة تخوض مثل هذه الحرب غير المسبوقة، منها ما يتصل بالداخل التركي، ومنها ما يرتبط بالبعد الإقليمي. ففي الداخل نجح الأكراد من خلال حزب الشعوب الديمقراطي، والذي تعتبره أنقرة الواجهة السياسية لحزب العمال، في اجتياز حاجز عتبة دخول البرلمان للمرة الأولى وأصبح لديهم 60 نائباً على حساب حزب العدالة والتنمية الحاكم، ما جعل أنقرة تخشى من ازدياد قوة الأكراد وانتقالهم للمطالبة بحكم ذاتي على غرار ما يحدث في العراق وسوريا، وبالتالي فهي تريد كسر شوكة أكراد تركيا وإضعافهم، ومنع إيصال أي إمدادات ل وحدات الحماية الكردية القوة الصاعدة في الشمال السوري. ومع تراجع الدور التركي في سوريا بعد التدخل الروسي، ذهبت مخططات أنقرة وكل أحلامها في إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي أدراج الرياح، فيما يواصل أكراد سوريا تمددهم بالسيطرة على المزيد من الأراضي وعلى نحو 500 كلم من الحدود السورية مع تركيا، وباتوا قوة رئيسة في محاربة تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي، قبل أن يدخل الروس على خط استمالتهم. المفارقة هنا أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي يدعم الأكراد في سوريا والعراق، لم يحرك ساكناً إزاء ما يحدث لأكراد تركيا. وفيما تصر أنقرة على التعامل مع القضية الكردية باعتبارها مشكلة أمنية فحسب، يواجه أكراد تركيا آلة الحرب التركية وحدهم ومن دون أن يتدخل أحد لوقف هذه الحرب المفتوحة على كل الاحتمالات. younis898@yahoo.com