×
محافظة الرياض

"الشورى" يطالب برصد وتقييم عمل وأهداف "الموارد البشرية"

صورة الخبر

قاد نجاح تجربة وزارة الداخلية في برنامج المناصحة والرعاية الموجهة لتصحيح أفكار المتورطين في الارهاب والعائدين من مناطق الصراع، الى استنساخ تجربة مماثلة توجه إلى متعافي المخدرات، عبر إنشائها مركز «إشراقة» والذي يعتبر بوابة أخيرة يصل في نهايتها المتعافي إلى الوظيفة، وتعمل على تحصينه ضد الانتكاسة المستقبلية، حيث تحملت وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للسجون اعادة تأهيل المخطئين والأخذ بأيديهم لتجاوز تلك الصعاب ليعودوا متعافين صالحين مجددا للمجتمع، فلم تعد وظيفة السجون تقتصر على الجانب العقابي، وإنما أصبح من أهدافها تأهيل النزلاء لحياة بعيدة عن الانحرافات والعلل الاجتماعية، لذلك فإن العناية التي يتلقاها تشمل مختلف نواحي شخصيته، وتوالت الإصلاحات في السجون التي باتت تخضع المحكوم عليهم لبرامج ترتكز على نزع بذور الانحراف من نفس النزيل وصولاً لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل بعودة النزيل فرداً صالحاً، حيث تقوم السجون بتنفيذ العديد من البرامج الإصلاحية والتأهيلية التي تهدف إلى إعادة فكر السجين إلى الاستقرار والاعتدال. «مركز اشراقة» الذي استحدثته المديرية العامة للسجون يضطلع بمساعدة المدمنين على المخدرات من النزلاء على التعافي النفسي والبدني، وهو عبارة عن جناح بإقامة دائمة للنزلاء المتعافين يقوم على فلسفة المجتمعات العلاجية ويمثل الجناح مجتمعاً مصغرا مثالياً يتعلم فيه النزيل المسؤولية والمشاركة ويدرب فيه على التفاعل المناسب مع بقية النزلاء ويشارك في العناية وتحمل أعباء الجناح، بالإضافة إلى البرامج العلاجية الطبية والنفسية والاجتماعية والإرشاد الديني والمهني. المركز يردم مسببات الإدمان ويحصّن المتعافي ضد الانتكاسة التعافي من الإدمان "الرياض" التقت بمدير عام اصلاحية الحائر ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز اشراقة العقيد سلمان العواد الذي قال: إن المركز بدأ كفكرة ثم تجسد على ارض الواقع بدعم من وزارة الداخلية والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير الرياض سابقا، فحرصنا على معالجة المدمنين داخل الاصلاحية وإخضاعهم لبرامج بهدف إعادتهم إلى المجتمع صالحين متخلصين من آفة المخدرات، فالمركز يهدف إلى التعافي من الادمان وتعزيز الصحة النفسيه لدى المتعافين وإكسابهم الثقة في انفسهم وتكوين علاقات اجتماعية صحية واستبدال السلوكيات الخاطئة بصحيحة، لافتا إلى أن المركز هو الأول من نوعه على مستوى سجون المملكة وقد حقق في الفترة الأولى نجاحات واضحة وهناك نية بالتوسع وأن يشمل النزيلات كذلك وأن يعمم على كافة سجون المملكة. العزلة والفراغ والمشاكل الأسرية والتنشئة والجنوح عوامل مساعدة على التعاطي.. والقناعة نصف العلاج! ثلاث مراحل علاجية وأوضح العواد أن المدة العلاجية تستغرق تسعة أشهر قد تزيد أو تنقص بحسب مايراه المعالجون، مقسمة على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة ثلاثة أشهر، المرحلة الأولى مدتها 3 أشهر وتركز على البرامج العلاجية والمرحلة الثانية مدتها 3 أشهر أخرى يتم فيها تقديم الأنشطة التأهيلية والمهنية أما المرحلة الثالثة فتركز على إعداد النزيل للالتحاق بالمجتمع الخارجي بعد إطلاق سراحه. وتشير الإحصاءات، إلى أن عدد المستفيدين من خدمات المركز منذ انطلاقته وحتى الآن بلغ 13 نزيلا في المرحلة الأولى، و17 نزيلا في المرحلة الثانية، بمعدل 30 نزيل منذ انطلاقة المركز قبل سبعة أشهر الذي افتتح في 29-7-1436ه. اختبار نفسي واجتماعي وأبان مدير عام اصلاحية الحائر أن المركز حرص على إلحاق النزيل المدمن الراغب بالتعافي فقط، ويقوم العاملون في المركز على عمل اختبار للنزيل نفسي واجتماعي قبل الدخول إلى جناح طالبي التعافي، إلى جانب تحليل الدم المفاجئ بشكل مستمر، موضحا أن المركز يعتمد على العلاج النفسي والاجتماعي دون استخدام العقاقير الطبية، وقد أعطت هذه الخطوة نتائج ايجابية. وكشف أن النزيل المتعافي بعد انهائه مدة العلاج يتخرج من المركز وهو حاصل على الوظيفة مباشرة، وقد تعاقدت السجون مع جهات داعمة ورجال أعمال وشركات لتوظيف المتخرجين من برنامج اشراقة إلى وظائفهم مباشرة، وحتى الآن تم توفير أكثر من وظيفة، كما أن النزيل خلال تواجده في البرنامج يخضع للتدريب على الكمبيوتر وخلافه من مهارات، كما سهلت المديرية العامة للسجون العديد من الاجراءات لرجال الأعمال، وقامت بزيارات خاصة لهم بهدف تعزيز المسؤولية الاجتماعية لتوظيف المتعافين. وأضاف: السجون شرعت في التنسيق مع الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لأن يكون هذا المشروع تحت إشرافها ضمن مشروع نبراس، وسيطبق على المدن الرئيسية ومن ثم سيعمم على مدن جميع مناطق المملكة، كما تم التنسيق مع مؤسسة الأميرة العنود الخيرية قبل افتتاح البرنامج ودربنا ما يقارب ال شخصا من القائمين على المركز. وحول تقديم المغريات للنزيل بهدف التحاقه بالمركز، أشار العواد إلى أن السجون تحرص على رغبة النزيل من التعافي بالدرجة الأولى، وتعمل على توعيته بالبرنامج وأهدافه ولا تعتمد على المغريات في البداية، ولكن من يلتحق بالبرنامج يحصل على مزايا مختلفة عن البقية كزيادة في عدد الاتصال بذويه، وصرف مكافآت مالية وقت التدريب. العلاج المعرفي السلوكي من جهته قال سعد الضعيان مدير مركز اشراقة واختصاصي نفسي: المركز يستهدف النزلاء من عمر 18-35 عاما، والسعوديين المتعاطين فقط، موضحا أنه بعد دخول الدفعة الأولى ونجاح التجربة معهم بنسبة كبيرة، فدخلت دفعة جيدة ولله الحمد وصلت لمرحلة التعافي ولهم فترة يأخذون الرعاية اللاحقة والمجموعة الثانية التحقت وبدأت تنصهر مع المجموعة الأولى وتعرف ماهو التعاطي وموانع الانتكاسة وكيفية التغلب على الاشتياق، مشيرا الى ان قبول النزيل كان أكبر معوق لأن إقناع المتعاطي بأنه مدمن أمر صعب، إضافة إلى مواجهة الفكر المتغلغل داخل رأسه عن المخدرات. وأكد أنهم لا يستخدمون العلاج الطبي والعقاقير بل يعتمدون على علاج النزيل نفسيا واجتماعيا، وقال: نعتمد العلاج المعرفي السلوكي في التعافي وهي من الطرق الحديثة لعلاج المدمن التي أعطت نتائج ايجابية، والجلسات الفردية والإرشاد الديني والخطط المعتمدة في التعافي من الادمان، مؤكدا أن أهم مرتكز لديهم هو تغيير فكرة النزيل عن التعاطي والمخدرات، مشيرا إلى أنهم يستهدفون من شارف على الانتهاء من محكوميته، ويقومون بمتابعته فور خروجه، وهو أمر مهم بالنسبة لهم فالبيئة الداخلية محمية ولكن الخارجية تعتمد على النزيل الذي يتواصل مع الاختصاصيين فترة خروجه. ونوه الضعيان بدور الأسرة التي يجب أن تحتوي ابنها وألا تضغط عليه فهو بحاجة إلى الرعاية والاحتواء فالضغط قد يجعل المتعاطي ينتكس فيضيع جهد تسعة أشهر من المركز في لحظة، مؤكدا أن أبرز عقبة تواجههم هي صعوبة تقبل الأسرة للمتعاطي، فرفضهم له يجعلهم يتحملون نسبة كبيرة جدا من انتكاسة المتعافي من التعاطي. شباب وقعوا في براثن الموت يروون ل«الرياض» تجاربهم قبل وبعد الالتحاق ب«إشراقة» سلوكيات إدمانية ووافقه الرأي عبدالعزيز الدريهم معالج سلوكيات إدمانية موضحا أن السلوكيات الادمانية غالبا تكون مكتسبة كالكذب والمؤامرة والمراوغة والتحكم، فيقوم المركز على معالجة هذه السلوكيات بشرح المشكلة للمتعاطي وأن نجعله يتقبلها، فهناك متعاطٍ مسيء استخدام يتعاطى في السفر غالبا فقط، وهناك متعاطٍ متحكم يتعاطى حسب مزاجه أو في نهاية الأسبوع، وهناك متعاطٍ مدمن يكون متعاطيا طوال اليوم، موضحا أن المدمن فكره مريض، والمركز يعمل على معالجة الفكر، وفي حال عانى المتعاطي من الأعراض الانسحابية يتم تحويله للمستشفى لأخذ العقاقير بتقنين معين، ولكن المركز لا يقدم أي خدمة طبية، فهدفه علاج سلوكيات المدمن وتخليصه من فكرة الادمان والتعاطي وقتل الرغبة في ذلك. 90 محاضرة توعوية وأشار الدريهم إلى أن من يرى المدمن فور دخوله ويراه بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تستغرق ثلاثة أشهر سيشهد الفرق بالشكل والمنطق والفكر والسلوكيات، فالمركز يعمل في المرحلة الأولى على تغيير العادات وساعات النوم والفكر، ويعطى خلال ثلاثة أشهر محاضرة تعمل على تغيير الفكر وعن المرض وسوء الاستخدام والتعاطي، وتكثف الجهود خلال المرحلة الأولى ليعرف النزيل نفسه ويكتشف مشكلته بنفسه، منوها إلى مشكلة الإدمان المصاحب التي تصيب أسرة المتعاطي وقد تؤدي إلى الانتكاسة في كثير من الأحيان، فيقوم المركز على تحصين النزيل من هذه المشكلة، وتعليمه كيف يتغلب على الادمان المصاحب للأسرة وأزمة الثقة التي سيتعرض لها، فنحاول أن نؤهله لكل ما سيواجهه في الخارج، فمن الأساسيات أن نعلم النزيل الدفاع عن تعافيه وأن يحمي نفسه من الانتكاسة. وأضاف أنهم حرصوا على جمع المتعافين في جناح واحد حتى يقدموا لهم الحصانة النفسية التي يحتاجونها، كما أنهم يعملون على ردم مسببات الإدمان الثلاثة وهي العزلة والملل والفراغ فنحاول أن ننهي هذه المشاكل للمتعافي، فيوجد في العاصمة آلاف متعافٍ ونحاول أن ندمج المتعافي مع هؤلاء خارج السجن، فالمركز يعمل على صنع حياة اجتماعية جديدة للمتعافي خارج أسوار السجن، كما نطمح أن يدير المركز في المستقبل من المتعافين، وفعليا أصبحنا نستقطب متعافين في الخارج لنقل تجاربهم لمن هم في المركز. الرغبة نصف العلاج من جهته يقول الاختصاصي النفسي ظافر الثبيتي: ما يميز مستفيدي المركز أنهم راغبون في التعافي من الداخل الأمر الذي لا يجعلنا نقطع شوطا طويلا في اقناع المدمن بالتشافي، مشيرا إلى العوامل التي تدفع الشخص للتعاطي وتكمن في المشاكل الأسرية والتنشئة وجنوح الأحداث والعنف الأسري والصدمة العاطفية أحيانا، وأحيانا الاندفاع والحماس والبطالة والضغط العملي، موضحا ان كل مريض في المركز يتم الجلوس معه جلسة فردية لتحديد المسببات التي دفعته للادمان ومن ثم تبدأ مرحلة علاج المشكلة ومعرفة حالة المريض العقلية الراهنة، فنبدأ نعرف أفكاره وإدراكه وذاكرته القريبة والبعيدة ومحاكمته للأمور، كما أنهم في المركز يحرصون على تقييم الحالة في البداية ومن ثم يبدأون بمرحلة استبصار المشكلة ليعي المريض مشكلته ليستطيع التعافي، فبعد أن يقتنع بمشكلته ويخضع لجلسات المشاعر يتحول للبرنامج الجماعي، اضافة الى العلاج المعرفي السلوكي لتحويل السلوكيات السلبية إلى ايجابية. متعافون من المخدرات: المركز أضاء لنا طريق المستقبل! التقت "الرياض" عدداً من النزلاء داخل إصلاحية الحائر من طالبي التعافي الذين ألقت بهم الظروف المجتمعية والأسرية والنفسية في ردهات المخدرات وطرقها المظلمة، فالنزيل (ط.غ) البالغ من العمر 24 عاماً، والمحكوم بعشرة أعوام في قضية سرقة هدفها الحصول على المخدر، دخل ببراءة طفل بعد أن سرقت المخدرات طفولته وأوج شبابه وهو لم يتجاوز من العمر ال14 عاماً، فأدمن الكبتاجون والحشيش والمسكرات. ويقول: دخلت الإصلاحية وعمري 19 عاماً، كنت وقتها طالباً في المرحلة المتوسطة، قضيت من محكوميتي خمسة أعوام، اتممت فيها الكفاءة والثانوية واليوم أنا ملتحق في سنة التحضيرية بجامعة الإمام، وقصتي مع التعاطي بدأت خلال خروجي المستمر مع أبناء خالي وأصدقائي الذين كانوا يتعاطون جميعاً، الأمر الذي يتطلب مني التعاطي لأشعر بما يشعرون به، فبقيت ستة أعوام أتعاطى أنواعاً متعددة من المخدرات والمسكرات. ويضيف: لم أكن مقتنعاً كثيراً بفكرة البرنامج لأني كنت رافضاً فكرة أني مدمن خصوصاً أني داخل السجن ولا يوجد لدي أي شيء متوفر، ولكن خلال يومين بدأت اقتنع أن الاشتياق للمخدر ادمان ويجب أن أتعافى منه، فهناك محاضرات تؤهلني لمواجهة المغريات والمجتمع الخارجي، ولم أشهد تغييراً كبيراً خلال يومين ولكن ماتغير هو رغبتي بإعطاء نفسي فرصة، فأنا الآن راغب في مواجهة الصراع الذي بداخلي، وأتعلم مهارات حياتية جديدة خاصة وأني لم أتعلم أية مهارات في حياتي فالمخدر تمكن مني منذ كان عمري عاماً. الخوف من الفضيحة قصة اخرى يرويها النزيل (أ.خ) الذي دخل الاصلاحية وهو في عمر ال26 عاماً، بعد أن حكم عليه بثمانية أعوام قضى منها عامين بتهمة حيازة المخدر، وقال: لم يكن لدي الأمل في العلاج، وعندما سمعت عن مركز اشراقة وأن علاجه دون أدوية أو عقاقير، ويعتمد فقط على العلاج الفكري فضلت أن أخوض التجربة، وكنت منكراً في البداية أني مدمن، فأنا أتعاطى منذ عشرة أعوام ولم أكن أعلم أني مدمن، وكنت اعتقد أن أسرتي لايعلمون ولكنهم كانوا يعلمون وخوفاً من الفضيحة يصمتون، تخوفت في بادئ الأمر ولكن بعد فترة ارتحت كثيراً ووجدت من يسمع أفكاري كاملة، وبدأت الرغبة تزيد بداخلي للتعافي. يبيع ليتعاطى ويحكي (أ.خ) بداية تعاطيه التي تزامنت مع موعد الاختبارات فتعاطى بهدف النجاح دون أن يعلم أنها ستقضي عليه تلك الحبوب، فتطور الأمر حتى اضطر للبيع كي يتعاطى، فكان في السابق يعتقد أنه لا يستطيع مواجهة أية أمر إلا بالتعاطي فاعتمد عليه في كل شيء في جميع حالاته. وقال: أمر بحالات اشتياق ولكني اكتسبت مهارات للتغلب على هذه الحالة، وأن اشتت الفكرة وأشارك المعالج، كما أنه أصبح لدي زيارة خارجية لمدة ساعة عند أسرتي، والمركز لم يساعدني فقط على التعافي بل نجح كذلك في جعلي أترك التدخين منذ ستة أشهر ولله الحمد عن طريق العلاج النفسي والاجتماعي. الاختبارات المدرسية نزيل آخر محكوم بأربعة أعوام (س.ن) – 32 عام- كان مدمن على الحشيش والمهدئات النفسيه منذ أن كان عمره 16 عاماً، فكانت بدايته بحبوب الكبتاجون التي تعاطاها وقت الاختبارات المدرسية.. قال: تطور الوضع فبعد زوال تأثير الكبتاجون كنت أشعر بإحساس سيء فنصحوني بالحشيش وفعلاً بدأت اتعاطاه ومن ثم تعاطيت المهدئات النفسية وأدوية الصرع التي لم تكن تخصني حتى أصبت فعلياً بالصرع، وعند دخولي للبرنامج لم أكن أعلم أن الادمان مزامن طول العمر ولكني الآن بدأت آخذ حصانة نفسية تجاه الأفكار والضغوطات التي كانت تواجهني، من اشتياق وخلافه، فخلال سبعة أشهر من التحاقي بالمركز بدأت أشعر بالتحسن ورغبة حقيقية بالتعافي كما أن البرنامج صحح فكري بدرجة كبيرة. حبوب وحشيش واستراحات بينما كان النزيل (ع.ع) المحكوم بتسعة أعوام قضى منها خمسة أعوام ضحية بيئة، فكان يعيش في قرية بسيطة ولظروف أسرته انتقل لمدينة أخرى وبدأ يختلط بثقافات متعددة ويرى بعض الشباب المتعاطين فيقول: رأيت عادات جديدة وحبوباً وحشيشاً واستراحات، كنت الوحيد الذي لا أتعاطى من بين الشباب الذين تعرفت عليهم قاومت كثيراً ولكن في الأخير سقطت، فأخذنا شقة لنا بغرض التعاطي، وأصبحت أتاجر بالسلاح لأحصل على المادة، وبعد مرور خمسة أعوام على مكوثي بالاصلاحية اعتقدت أني شفيت ولكن البرنامج أوضح أني مازلت مدمناً، فالفكرة كانت بالنسبة لي أن الحشيش لا يمكن أن أتوقف عنه حتى بعد خروجي، فكنت اشتاق للحشيش ولم أكن أعلم أن هذا الاشتياق مرض ولكن ولله الحمد منذ التحاقي بدأت استشعر رغبتي بالتعافي ومحاولتي لتشتيت فكرة التعاطي والاشتياق التي تراودني بين لحظة وأخرى. من التعاطي إلى الترويج وكانت تجربة النزيل (خ.غ) المحكوم بسبعة أعوام قضى منها سنتين مختلفة، فهو لم يكن يتعاطى نوعاً واحداً فقط بل تعاطى جميع أنواع المخدرات منذ 18 عاماً وانتقل من مرحلة التعاطي إلى مرحلة الترويج، فحاجته للمخدر دفعته للترويج على حساب بيته وزوجته وأسرته وأبنائه. ويضيف: دخلت البرنامج بهدف تمضية الوقت ولكن اكتشفت أني مدمن بعد دخولي، فكنت اعتقد أني افضل الناس ولست بمدمن، جربت البرنامج وكان نقطة تحول بأفكاري فبدأت ألحظ التغيير على نفسي منذ الأسبوع الأول، فنومي تغير وأفكاري والنسيان والغضب والعصبية كلها تخلصت منها، ففي السابق كنت أخذ عقاقير منشطة وأنام ثلاثة وأربعة أيام، والآن ثماني ساعات تكفيني، وأصبح لدي نظام وحياة، مشيراً الى انه بدأ يشق طريقه في التعافي وكله رغبة في العودة مجددا لزوجته وأبنائه وأسرته التي عانت كثيراً منه، ولم يعطهم أي حق من حقوقهم، كما أنه نجح في التخلص من التدخين بعد الالتحاق بالبرنامج.