لن امتدح عميد الصحافة السعودية الأستاذ داود الشريان (فقد كتبت مايمليه علي ضميري في مقال سابق ) ولن أخوض في تفاصيلِ نجاحه على مستوى كتابة العمود الصحفي أو التقديم التلفزيوني، فهو حالة استثنائية، وظاهرة إعلامية لن تتكرر إلا بعد عشرات السنين وشهادتي فيه مجروحة . ولكن ما أجبرني على الكتابة اليوم، هو أنتم أيه الزملاء الأبطال المتصنعين المزعجين المتلونين المشتتين المبعثرين الضائعين المساكين. هل لكم أن تستمعوا لي قليلاً؟! ولعل صراحتي هي النجاة لكم بعد لطف الله . صراحتي اليوم أقولها هنا بكل فخرٍ واعتزازٍ، عندما صمت الأغلبية ولن أخشى لومة لائم. و أرجوك زميلي العزيز لاتصدق من يُطبل لك حتى لا تكون (بيزاً) بيد أحد وحتى لا تكُن أضحوكة مجلس في يومٍ من الأيام. صديقي مُقدم البرنامج اخرج بشخصيتك. مارس عملك بكل لطف و أدب واجه الحقائق بالحقائق وبالأرقام. كن موضوعياً ومحايداً ولا تُشخصن، ولا تتصنع، ولا (تتشرين) لن تصل ماوصل له داود، ولن تكون داود ، ولن يقبلك المُشاهد كما قبل داود بالكريزما المعروفة. أنت تُزعجني بصوتك العالي، وقِلة أدبك أحياناً مع الضيوف تحت بند الصراحة والتحجير وفرد العضلات و أنت نشاز. عزيزي مُقدم البرنامج هل دار بخلدك يوماً أنكم متشابهون؟! نعم أصبحتم متشابهين في الصُراخ والمُقاطعة والهُجوم ، والبعض يقول عنكم تافهين وساذجين و أغبياء. تريد أن تنجح اذاً حضّر لكل موضوع ، و ابحث في كل سؤال قبل طرحه، و دعني أقول لك سراً من أسرار داود، إن كُنت مصراً على تقمص شخصيته، داود يُحضر لكل حلقة بأشهر، وأسابيع، وأيام، وقبل الهواء بخمس ساعات على الأقل يُقلب أوراق حلقته في مكتبٍ أشبه بالصومعة . صديقي المذيع ،المُشاهد هو من يملك جهاز التحكم، فحاول أن تتحكم بأعصابك وتُدير حلقتك بأدبيات المهنة والصناعة التلفزيونية ولا (تتشرين) واصنع لنفسك شخصية مستقلة يحاول أن يقلدها الآخرون فهذه بحد ذاتها شهادة تميّز. حتى العجوز اللي ورى شط بغداد سمت على شيب الفلاحي ولدها تبغاه يطلع مثل زايد ولافاد ولا كل من هاز الطويلة صعدها وليت قومي يعلمون رابط الخبر بصحيفة الوئام: بدر العجمي يكتب..المتشرينون الجُدد