قتل 16 شخصاً وأصيب العشرات أمس السبت (12 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في تفجير بسيارة مفخخة استهدف مدينة حمص في وسط سورية في حصيلة أعلن عنها محافظ حمص، طلال البرازي لوكالة «فرانس برس». وقال البرازي إن التفجير في حي الزهراء في مدينة حمص أسفر عن «استشهاد 16 شخصاً وإصابة 54 آخرين» بينهم 15 غادروا المستشفيات فيما لا يزال يتلقى 39 آخرون العلاج. وأشار البرازي إلى أن جميع الضحايا من المدنيين. وكان تحدث سابقاً عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 64 آخرين. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى «ما لا يقل عن 16 شخصاً قضوا جراء انفجار آلية مفخخة بالقرب من مستشفى في حي الزهراء الذي يقطنه غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية وسط مدينة حمص». وبحسب البرازي فإن «شاحنة متوسطة الحجم مفخخة بحوالى 150 إلى 200 كيلوغرام انفجرت بالقرب من المستشفى الأهلي في حي الزهراء». وأشار إلى أن «التفجير وقع أمام مطعم لديه الكثير من اسطوانات الغاز ما أسفر عن أضرار إضافية». وسارعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى مكان التفجير الذي تسبب بأضرار مدنية كثيرة بينها انهيار واجهات المباني وتحطم السيارات. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» التفجيرين، وفق بيان تم تداوله على مواقع «جهادية». ودانت الحكومة السورية «التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف حي الزهراء في مدينة حمص». واعتبرت في بيان نقلته «سانا» أن «التفجير الإرهابي جاء رداً على المصالحات الوطنية التي تشهدها حمص»، مؤكدة أن «الأعمال الإرهابية لن تثني عزيمة الشعب السوري عن إنجاح المصالحات الوطنية ومحاربة الإرهاب». ويأتي التفجير بعد ثلاثة أيام على بدء تنفيذ اتفاق بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة في حي الوعر، آخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص. على صعيد آخر، أعلن مسئول روسي الجمعة إثر اجتماع في جنيف مع مسئولين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة أن موسكو ترى «أفقاً» للتوصل إلى اتفاق على مرحلة انتقالية في سورية تنهي الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف بحسب ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء إنه «تم الاتفاق على مواصلة المشاورات للتوصل إلى تسوية بين السوريين. هناك أفق». وأضاف أنه خلال المشاورات «تم التشديد خصوصاً على ضرورة حل المشكلة الأهم التي ما زالت عالقة حتى الآن ألا وهي إعداد لائحة تمثل المعارضة بأكبر قدر ممكن من أجل المشاركة في الحوار مع الحكومة، وإعداد لائحة بالمنظمات الإرهابية التي لن ينطبق عليها وقف إطلاق النار». ولفت المسئول الروسي إلى أن «تحقيق تقدم في هذه العملية رهن بسرعة إعداد هاتين اللائحتين»، مضيفاً «علينا أن نحاول» احترام المهل الزمنية التي تم الاتفاق عليها في فيينا في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول. كما انتقدت روسيا أمس (السبت) مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في العاصمة السعودية الرياض وانتهى باشتراط رحيل الرئيس بشار الأسد، وقالت إنه لا يمثل كامل المعارضة السورية. كما وصف زعيم «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، في مقابلة تلفزيونية بثت السبت اتفاقات الهدنة بين الحكومة ومقاتلي المعارضة لا تفيد سوى النظام. وقال الجولاني في تصريحات للصحافيين بثتها محطة أورينت التلفزيونية التابعة للمعارضة «موضوع الهدن هو الخطوة الأولى للاستسلام ويصب فقط في مصلحة النظام». ولم يتضح على الفور متى تم التسجيل الذي لم يظهر فيه وجه الجولاني بشكل واضح. من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر الجمعة أن الولايات المتحدة ستواصل تكثيف جهودها ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية «لتسريع هزيمة» التنظيم المتطرف. وقال آشتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني، مايكل فالون «نحن بصدد أخذ عدد من الإجراءات (...) ونعتزم أخذ المزيد منها لتعزيز تنفيذ استراتيجيتنا وتسريع هزيمة» تنظيم «داعش».