يتميز "جبل شدا الأعلى" الواقع في القطاع التهامي بمنطقة الباحة بتنوع بيئي فريد من نوعه متربعا على قمة ترتفع أكثر من 2300 متر عن مستوى سطح البحر، عُدّت مسكنا لعدد من الكائنات الحية النادرة والطيور المهاجرة التي تتغذى من غطائه النباتي الممتد على الجبل. وللحفاظ على مكونات جبل شدا البيئية وثروته الحيوانية التي تمتد على مساحته المقدرة بـ 62 كيلو مترًا، ضمّت الهيئة السعودية للحياة الفطرية الجبل لقائمة المحميات الطبيعية في المملكة عام 1422هـ، إذ يسكنه حيوانات : النمر العربي ، والضبع المخطط ، والذئب العربي ، والثعالب ، والوشق ، والوبر، والعديد من أنواع الطيور، مغطى بأشجار العرعر والعتم، والعديد من الشجيرات التي يصل عددها إلى أكثر من 400 نوع. ورصدت "واس " في زيارة للمحمية برفقة مراقب الهيئة السعودية للحياة الفطرية عبدالله الغامدي، تباين وأنماط الحياة المختلفة، والتنوع النباتي الغزير الذي يزداد جمالاً في فصل الربيع، وبعض الصخور التي تشكل مجمل البيئة الصخرية للجبل، مع توسع انتشار المزارع ، خاصة في قرية "الصور" التي لاتزال مأهولة بالسكان ، والمشتهرة بمزارع "البن الشدوي" المعروف بمذاقه المميز، علاوة على انتشار العديد من الأشجار المثمرة كالتين الشوكي، والرمان، وغيرها من النباتات الأخرى التي تسقى من مياه الآبار . وفي الثلث الأول من محمية جبل شدا يقع ما يعرف بـ " شعب الجوف" الزاخر بالتنوع النباتي الغزير الذي يزداد جمالاً مع تفتح زهور تلك النباتات في فصل الربيع، كما تبرز بعض الصخور الجرانيت التي تشكل مجمل البيئة الصخرية للجبل، ويظهر على هذه الصخور نقوش ورسومات لبعض الحيوانات كالوعل والمها. وتصدح في أعلى قمة "جبل شدا" زقزقة الطيور التي جعلت من أشجار الجبل مقراً لها ، ويلفت نظر الزائر انتشار الحيوانات البرية التي سكنت أجزاء من قرية الجبل المهجورة منذ عقود مضت. وتجذب محمية "جبل شدا" العديد من الباحثين لإجراء الدراسات البيئية على مكوناته، بالإضافة إلى الدراسات السياحية التي تعكف عليها أمارة منطقة الباحة بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، بهدف تطوير بعض المواقع داخل المحمية لجعلها أحد المقاصد السياحية في المنطقة . وفي ذلك السياق قال رئيس المحمية فهد بن حمدان آل فهاد: إن الهيئة وضعت دراسة بشأن تشكيل شرطة بيئية تتولى عملية متابعة ومراقبة المناطق التي يقع فيها الصيد الجائر والعمل على تطبيق العقوبات التي سوف تسنها الأنظمة والقوانين للشرطة البيئية. وأفاد أن النظام الجديد لحماية المناطق المحمية الذي أقره مجلس الوزراء عدّل عقوبة مخالفي الصيد من 10 آلاف ريال إلى 50 ألف ريال ، بالإضافة إلى مصادرة المركبة التي تكون بحوزة الشخص إثناء ارتكابه للمخالفة، بهدف ردع كل من تسول له نفسه العبث بالطبيعة التي أودعها الله عز وجل في أراضي المملكة التي تتمتع ببيئات متنوعة كما في طبيعة جبل الشدا، وتستدعي من الجميع المحافظة عليها وعدم إلحاق الضرر بها.