إن حب الوطن والعمل على تحقيق أمنه هو من أهم الواجبات، وهذه البلاد هي مهبط الوحي ومنطلق الإشعاع وركيزة المفاخر والمآثر، وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين الذي تهوي إليه قلوب المسلمين من كل مكان هي في حاجة إلى إخلاص وحب أبنائها ودفاعهم عنها وبحاجة منا جميعاً إلى المحافظة على الوطن من الأخطار الداخلية والخارجية، وبعمق مشاعر الانتماء والتمسك بالوحدة الوطنية، وذلك واجب علينا وجوباً صحيحاً لا محيد عنه، وليس لنا بد من مواجهة واقعنا وبما علينا من واجبات وألزمنا من حقوق وإلا كنا سلبيين. ولذا، ينبغي المحافظة على هذا الوطن ووحدته الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية، وعلى الثوابت الشرعية التي تستمد منها الدولة نظامها، ويستمد منها المجتمع هويته والتضحية وتقديم المصلحة العامة، والعمل على التمسك بتلك الثوابت والوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والإباحية وتأصيل المنهج الوسط وحماية مجتمعنا من المفاهيم المغلوطة. ويروى لأحد القادة قوله: إنما تعرف أخلاق الرجال ويظهر شرف نفوسهم بمقدار حبهم لوطنهم وإخلاصهم في خدمته. وكل معلم من معالم هذه الأرض يجسد التاريخ والمجد والشموخ والعطاء الإنساني المتجدد. هذا الوطن الذي تكتحل عيوننا بأضواء شمسه ونهاره وإشراقه ومعطياته فهو قطعة منا، في قلوبنا وروحنا ومشاعرنا ومن الواجب الإخلاص له والبر به والتفاعل مع مستلزمات الوطن تفاعلاً إيجابياً بحيث يتناسى المواطن المخلص أنانيته ومصلحته الشخصية. بل يسعى جاداً إلى كل ما فيه خير الوطن وعزته وقوته ورفعته بشتى أنواع العطاء وأساليب البناء ونفع بلاده وبني جلدته ونعيق الحب والولاء له. إن علينا أن نرسخ في مناهجنا وإعلامنا حب الوطن والولاء وترسيخ الوحدة الوطنية له بحيث يتدفق الحب للأرض والوطن وثراه في شرايين القلوب ويسري في النفوس بحيث ينشأ عن ذلك الحب الاعتزاز والفخر والمواطنة الصادقة المتميزة والتي تجعل أبناء هذا الوطن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ومن أجل الوطن فإن مدارسنا يجب أن تكون خط الدفاع الأول في حب الوطن ومجابهة الإرهاب ورفض كل ما هو دخيل على فهمنا الصحيح للدين والواجب غرس حب الوطن في النفوس وتقوية جذوة حبه لدى النشء والشباب.. وبالله التوفيق.