×
محافظة المنطقة الشرقية

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يوزع أكثر من (287) مليون نسخة

صورة الخبر

فولكسفاغن ماركة عالمية شهيرة جدا خاصة وأنها تضم في مجموعتها الماركتين الشهيرتين في الفخامة أودي وبورش. هذه الموارد الضخمة والتقنيات المتطورة لم تُستثمر على الوجه المأمول تمامًا، فكانت فضيحة السيارات التي أنتجتها الشركة وهي مزودة ببرنامج معلوماتي يسمح بالالتفاف على أجهزة الكشف عن الغازات الملوثة الصادرة عن سيارات الشركة التي تعمل بالديزل بما في ذلك بعض طرز أودي الفخمة. هذه الاستراتيجية المبنية على الجشع الخالص ضرب الشركة في مقتل، فقد هوت أسهمها بنسبة 35% خلال يومين، أي ما يعادل خسارة 25 مليار يورو من قيمة الشركة السوقية. والقادم قد يكون أسوأ، إذ لو طُبقت الغرامات القصوى التي يسمح بها نظام مكافحة التلوث في الولايات المتحدة فستبلغ الفاتورة 18 مليار دولار، كما أن تصحيح هذا الخطأ المتعمد سيكلف 7 مليارات دولار على الأقل. إجمالاً ستخسر الشركة أكثر من 50 مليار دولار بسبب جشع كامن في تفكير كل رأسمالي يُقدّس المال ويُعلي من شأن الدولار. ومن المفارقات المذهلة أن البرنامج الذي يسمح بغش الأجهزة الكاشفة عن التلوث هو من صنع شركة ألمانية أخرى رائدة محيطة بكل التفاصيل، لكنها حسب تصريح مسؤوليها تصنع ما يُريده الزبون لا أكثر، بمعنى أنها لا تتحمل أي مسؤولية نظامية. أما المسؤولية الأخلاقية فلا مكانة لها في عالم الرأسمالية الموحش المجرد من القِيَم والفضائل. هذه السياسات الخالية من القيم والأخلاقيات هي نفسها، التي تُوجِّه كثيرا من رجالات السياسة حول العالم، إذ لا يخفون شعارهم الفاضح (المصلحة أولاً) و(مرحبا بالميكافيلية)! هي فعلاً حضارة تطير بجناحٍ واحد معني بالجانب المادي الطاغي، في حين يظل الجناح الأخلاقي القيمي ضعيفًا مهينًا، مما يؤدي إلى فقدان حالة التوازن التي لو قامت لسعدت البشرية، ولتجاوزت كثيرا من صنوف الظلم والجور والعدوان التي هيمنت على هذا الكوكب، وعلى منطقة الشرق الأوسط تحديدا. إذا كانت فولكسفاغن مُعرَّضة اليوم للمحاسبة والمساءلة، فمن ذا الذي يُحاسب ويُساءل تلك الأنظمة السياسية التي أوردت المنطقة العربية موارد الهلاك، وسمحت ببحور الدم تجري في معظم بقاعها؟! من يا تُرى يستطيع سؤال الغول عن عينه الحمراء فضلاً عن جرائمه الشنعاء؟! Salem_sahab@hotmail.com salem_sahab@hotmail.com