العلم رمز الهوية والاستقلال وشعار الشعوب أمام العالم. تفخر به الدول وتربي أجيالها على احترامه وتطلب من الدول الأخرى المثل. منذ احتلال فلسطين وتشريد أعداد كبيرة من أهلها واغتصاب أراضيهم ومقدساتهم والهوية الفلسطينية ثابتة لم تتزحزح برغم كل ما بذلت الصهيونية العالمية لمحوها من الوجود وطمس ذاكرة الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج. سارية العلم الفلسطيني بين أعلام دول العالم في مقر الأمم المتحدة له رمزية خاصة تؤكد وجود النضال الفلسطيني على خارطة السياسة العالمية وتؤكد للصهاينة ومن والاهم بأن النضال مستمر حتى ينتهي الظلم وينال الفلسطينيون حقوقهم. خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة كان بمثابة استعراض للمراحل التي سار عليها النضال وأحبطه الصهاينة والفيتو الأمريكي ولكنه لم يكن خطاب استسلام بل كان صفحة من صفحات النضال الذي لا تزال شعلته ملتهبة حتى النصر بإذن الله . تهاون المسلمين فيما يفعله الصهاينة بالقدس شجع نتنياهو لمزيد من التبجح أمام دول العالم بأنه يحارب الارهاب الذي هو وحكومته أحد جنوده منذ ولادته. ومهما كانت التراجعات والكبوات في العالمين العربي والإسلامي فان التاريخ لن ينسى والشعب الفلسطيني سيقتص من أعدائه ويستعيد حقوقه. إن ضمير العالم أصبح أسير القوة ومازالت امريكا تملك مفاتيح القوة التي ترجح كفة الصهاينة . المرحلة الراهنة حبلى بالمفاجآت والتكهنات وعلى الفلسطينيين لم شملهم وإعادة النظر في ممارساتهم وتوحيد صفوفهم وترميم علاقاتهم مع كل الدول العربية والإسلامية والانطلاق في النضال مجدداً بعصيان مدني يشل حركة الحياة في الأراضي المحتلة ويضع القضية على طاولة الأمم المتحدة بنفس جديد يستفيد من كل الظروف السائدة في العالم ويركز على أن كل ما يحدث في المنطقة سببته الصهيونية العالمية وأعوانها من بداية وعد بلفور في عام1917وما تلاه من اعتداءات وانتهاكات لحقوق الانسان في العالم العربي. إن الصهيونية العالمية بمثابة فيروس سرطان زرع في جسم الانسان العربي وسبب كل المآسي وما لم تدرك دول العالم ذلك ستستمر الحروب وعدم الاستقرار في العالم العربي ويمتد لهيبها الى أوروبا بحكم الجوار والتواصل الحضاري مع دول المنطقة. ان ظاهرة التطرف التي تجتاح العالم لم تأتِ من فراغ ولن تزول بدون القضاء على القهر وإحقاق العدالة الإنسانية في فلسطين وغيرها من المناطق الملتهبة في العالم العربي. لقد تم رفع العلم الفلسطيني على سارية الامم المتحدة بقرار من الجمعية العمومية صدر بإجماع الأغلبية - عارضته ست دول من بينها إسرائيل وأمريكا - وسيبقى شاهد عيان يتحدى الضمير العالمي وشعلة نضال تضيء الطريق للكفاح الفلسطيني. «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم». Salfarha2@gmail.com