تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، تفتتح اليوم فعاليات مؤتمر الوحدة الوطنية (ثوابت وقيم) والذي تحتظنه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال الفترة 1011/11/1334ه. وانطلقت أمس الأول جلسات المؤتمر، حيث ترأس الدكتور عبدالرحمن حمد الداود مدير جامعة الملك خالد الجلسة الأولى، وتحدث فيها الدكتور يحيى الحربي بورقة عن (مسؤولية الجامعات السعودية في تعزيز الوحدة الوطنية)، وذكر أن الدراسة تستهدف الكشف عن أهم المسؤوليات التي يمكن أن تقوم بها الجامعات السعودية في تعزيز الوحدة الوطنية. وأكد اليحيى، أن الجامعات عليها مسؤولية رئيسة مفترضة في تعزيز الوحدة الوطنية لدى طلابها، وأنه من الممكن تحقيق هذه المسؤولية من خلال الوظائف الثلاثة الرئيسة للجامعة وهي (التدريس، خدمة المجتمع، البحث العلمي) وذلك وفق رؤية محددة تقوم على مجموعة من العناصر، مشدداً على ضرورة أن تقوم عمادات خدمة المجتمع في الجامعات بالإسهام في نشر الوعي بأهمية الوحدة الوطنية بعد ذلك، تحدث الدكتور عبدالرحمن سليمان النملة والدكتور ياسر فاروق عن دور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، موضحين أن الجامعة تطمح أن تكون النموذج العالمي المتميز في التعلم والتعليم والبحث العلمي المبنية على التعاليم والقيم الإسلامية الأصيلة وذلك من خلال رعاية المعرفة والإبداع والقيم الأخلاقية للطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس ليتمكنوا من تنمية المهارات القيادية وليكونوا قادرين على خدمة الوطن. وخلال الجلسة قدم الدكتور فاروق عرضاً مرئياً لأهم الأدوار والإسهامات التي قامت بها الجامعة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، والتي من أهمها توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتأسيس كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - لدراسات الوحدة الوطنية، وغيرها من المحاضرات والندوات. بعد ذلك تحدث الدكتور سعد الدين المصطفى أستاذ النحو والصرف المساعد بجامعة طيبة عن دور أساتذة الجامعات في تعزيز الوحدة الوطنية في المملكة العربية السعودية في ضوء تعاليم الإسلام، موضحاً أن الوحدة الوطنية تتطلب من المواطن أن يؤدي واجباته كاملة نحو وطنه، كما تتطلَّبُ الإخلاص والصدق في التعامل والغَيْرَة على المصلحة العامة وخدمتها بتفان. مؤكداً على أن من يؤدِّي هذا الدور إنْ لم يكنْ مؤمناً بالله وبكرامة وطنه، وعارفاً بدقائق الأمور كالأستاذ الجامعي الذي يزرع هذه الفضائل والقيم في نفوس طلابه والمجتمع من حوله. بعد ذلك قدمت الدكتورة نوف بنت كتاب العتيبي تصور مقترح لتحقيق الوحدة الوطنية "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنموذجاً"، حيث أكدت أن بيئة الشباب الجامعي بيئة ملائمة، وحاضنة لتلقي قيم الانتماء الوطني، فهذه المرحلة على مفترق طرق من المفترض أن توصلهم إلى الاقتناع الذاتي حيال تحمل القيام بواجبات المواطنة. كما رأس مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد بن سعد المقرن الجلسة الثانية من المؤتمر، حيث تحدث الدكتور مسفر المسفر عن الوحدة الوطنية من منظور شرعي المفهوم والمرتكزات وأبرز المهددات، مشيراً إلى أهمية الوحدة الوطنية ومفهومها مؤكداً على ضرورة دعم معززاتها ومرتكزاتها كما أشار إلى أبرز ما يهدد الوحدة الوطنية ومنها الإرهاب والتفريط في مقتضيات البيعة الشرعية. فيما أوضح الدكتور ميمون بن عبدالسلام باريش في ورقته عن (البيعة الشرعية ومقتضياتها) أن البيعة العظمى عقد شرعي جليل يُعنى بضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم مشيرا أن البيعة عهد يأخذ بعداً شرعياً وحضارياً، مؤكداً أن استقرار نظام الرعايا وحفظه وتقوية شراكة الأمة وتحصينها من التسيب والفوضى، لا يتأتى إلاّ بوجود نظام حاكم قوي، تنتظم في ظله أحوال البلاد، وتحفظ في ضوئه مصالح العباد في المعاش والمعاد. وأشار باريش إلى أن رأس النظام الحاكم يتربع ولي أمر المسلمين الذي عدّه الشرع الإسلامي عموداً أساساً لحراسة الدين وسياسة الدنيا، وأصلاً عظيماً من أصول إقامة نظام الأمة ودفع الفوضى عن أحوالها. من جانبها، أوضحت الدكتورة فوز بنت محمد الصالح في ورقتها (الوحدة الوطنية ومحبة الوطن في الهدي النبوي)، أن الانتماء أمر متأصل في طبيعة النفس البشرية، فإنسان بلا وطن "تائه"، ووطن بلا إنسان "مهجور" لا معنى له، مشيرة إلى أن المجتمع المتكاتف والمتعاون هو مجتمع متشبع بالمواطنة، وعندما تبرز الفردية والأنانية والمادية المفرطة فهذا دليل على نقص المواطنة الفعلية. وأشارت الصالح إلى أن البحث يهدف إلى تقديم صورة متزنة لمفهوم الوطنية وممارسة المواطنة وبذل الجهد لإيجاد صيغة من التفاعل البناء والمعتدل بين معادلة العالمية والمحلية تسعى للمعالجة والتأصيل الشرعي لمفهوم الوحدة الوطنية والتعريف بالآثار المترتبة على الوحدة الوطنية وبيان حقيقة الوحدة الوطنية وأهميتها.