تسبب خبر رفض ثلاثي النصر البرازيلي (باستوس وإيفرتون وإلتون) دخول المعسكر الإعدادي لمواجهة ال (دربي) أمام الهلال، الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي في إرباك شديد على مستوى الجماهير النصراوية، التي تفاجأت بأنباء مطالبتهم برواتبهم المتأخرة والتهديد بعدم الانضمام للمعسكر قبل تسلمها، وجاء إصرار المدرب الكبير كارينيو صبيحة المباراة على عدم مشاركتهم رغم حضورهم وإعلان القائمة خالية من أسمائهم ليشكل دفعة معنوية للنجوم الوطنيين الذين باتوا اليوم أسماء تستحق ارتداء شعار (العالمي) وينتظر منها الكثير لخدمة النادي الكبير والمنتخبات الوطنية. النصر يقدم في دوري عبداللطيف جميل 2013 كرة ممتعة مدعومة بالنتائج، بفضل عمل استمر قرابة خمس سنوات تضمن تجارب عدة، وصفقات مختلفة، وتعاقدات مع أجهزة فنية معظمها حقق نجاحا وإن غابت معهم الإنجازات وصولا إلى الشكل النهائي الذي نراه اليوم، في السابق يغيب النصر مرات، وحين يحضر في مباراة واحدة لا يجد المحللون سوى الحديث عن الروح المعنوية سببا في تحقيق النصر الفوز، أما هذا الموسم فليس لهذه الروح سوى نسبة ضئيلة من مسببات التفوق "الأصفر" الذي يعد نجومه السعوديون الأبرز على مستوى الدوري، وما الفوز الذي حققه على منافسه بجدارة واستحقاق، ثم ألحقه بالاتحاد في مكة المكرمة بثلاثية نظيفة وسط سيطرة مطلقة؛ إلا دليل صريح على أن نصر اليوم لا يتفوق على الصغار فقط؛ بل حتى من ينافسه على لقب الدوري له الأفضلية الميدانية مستعينا بلاعبيه السعوديين فقط. لقد صنعت إدارة الأمير فيصل بن تركي وكل من عمل معه في الإدارة والأجهزة الفنية فريقا قويا قادرا على تحقيق آمال وطموحات الجماهير، وما يقدمه كارينيو من عمل يتجاوز التركيز على ما يتميز به من حماسة وشحذ همم، وعلاقة ودّ مع لاعبيه إلى التفوق الواضح من الناحية الفنية على كل المدربين، باختياراته الموفقة للتشكيل الرئيسي المناسب لكل مباراة، وحسن التغييرات أثناءها، والأهم أن الخطط الفنية التي ينتهجها كشفت قراءته الجيدة لواقع فريقه والمنافسين، أما تطور أداء عدد من اللاعبين وإعادة صياغتهم مثل المدافع عمر هوساوي ولاعب الوسط شايع شراحيلي فيؤكد العمل الكبير للجهاز الفني في التدريبات اليومية، والجهد الإداري بإعادة الثقة لهم لتقديم أنفسهم بصورة مختلفة. سباق الدوري لا يزال طويلا والفارق النقطي يكاد لا يذكر، غير أن هذه الانتصارات ستشكل دفعة معنوية للفريق لمواصلة المشوار، وما يتوجب التركيز عليه اليوم هو توفير مرتبات المحترفين (أجانب ومحليين) والأجهزة الفنية والطبية وهي فرصة مواتية لأعضاء الشرف للوقوف مع ناديهم في هذه المرحلة الحساسة، ومساندة الإدارة للوفاء بالتزاماتها، ومتى تذكروا أن وقوفهم سيساهم في عودة (العالمي) بطلا للدوري بعد غياب طويل، وأن الجماهير واللاعبين والمدرب ومن خلفهم الإدارة كلٌّ قام بواجبه فلن يترددوا لحظة في دعم النصر.