قال لـ"الاقتصادية" مشايخ وأعضاء مجلس الشورى، إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين منذ وقوع حادثة رافعة الحرم المكي، تؤكد معاني الشفافية والحزم والصرامة والإنسانية، ما يدلل أن هناك قيادة رشيدة تحرص على خدمة حجاج بيت الله الحرام وترعى مصالحهم، مؤكدين أن إنسانيته هدفت إلى تخفيف معاناة ذوي الشهداء والمصابين. أوضح الشيخ عبدالرحمن الرقيب، رئيس محكمة الاستئناف في المنطقة الشرقية، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز ظل يتلمس احتياجات المسلمين في جميع أنحاء دول العالم، ويوجه باستمرار تقديم المساعدة والعون لهم عندما يتعرضون للضرر من كوارث وأحداث، فما بال حادثة تقع في أطهر وأشرف بقعة من بقاع الأرض وهي مكة المكرمة وداخل الحرم المكي الشريف، لذا جاء اهتمام خادم الحرمين الشريفين ومتابعته الدقيقة لتؤكد حرصه على الشفافية وسرعة الحزم مع المسؤولين، علاوة على إنسانيته التي خفف بها معاناة ذوي الشهداء والمصابين. وأضاف رغم أن الحادثة آلمت الجميع، وأنها قضاء الله وقدره، إلا أن خادم الحرمين الشريفين، حرص من واقع إنسانيته المعهودة وحبه للخير ومساعدة الآخرين، على مواساة ذوي الشهداء والمصابين في الحادثة، لذا جاءت توجيهاته السديدة مكملة لتوجيهاته فيما يتعلق بالتحقيق في الحادثة والشفافية في التعامل معها، ووعده بمحاسبة المقصرين والمتسببين فيها. من جهته، قال عبدالرحمن الراشد، عضو مجلس الشورى: "إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أبدى حرصه واهتمامه بمتابعة حادثة الرافعة التي وقعت في الحرم المكي الشريف"، إضافة إلى قيامة بزيارة ميدانية لموقع الحادث ولقاء المسؤولين هناك، كما زار المصابين في الحاث ووقف بنفسه على حالتهم الطبية، كما أصدر توجيهاته الصارمة بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحادثة، التي كانت شفافة وتم إعلان نتائج التحقيق خلال فترة وجيزة وتم إعلان هذه النتائج للجميع. وتابع الراشد: الآن يواصل خادم الحرمين الشريفين قيادته الرشيدة لأمور وشؤون المسلمين، ليعلن جملة من التوجيهات التي حملت تعبيرا عن إنسانيته تجاه زوار بيت الله الحرام. وأضاف أن الحادثة الأليمة التي وقعت أثرت في نفوس جميع المسلمين، رغم أنها قضاء وقدر، وجاء وقوف الملك سلمان بن عبدالعزيز للحادثة وحرصه على متابعة كل تفاصليها، ليؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفير كل سبل الراحة لهم، وهم يؤدون مناسك الحج والعمرة. وأكد أن أيادي خادم الحرمين الشريفين امتدت لتشمل ذوي الشهداء والمصابين، بعد أن وجه باستضافة اثنين من ذوي كل متوفٍى من حجاج الخارج، ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج 1437هـ، مع تمكين من لم تمكنه ظروفه الصحية من المصابين من استكمال مناسك حج هذا العام من معاودة أداء الحج المقبل، إضافة إلى منح ذوي المصابين الذين يتطلب الأمر بقاءهم في المستشفيات تأشيرات زيارة خاصة لزيارتهم، والاعتناء بهم خلال الفترة المتبقية من موسم هذه الحج حتى العودة إلى بلادهم. وقال الراشد: "إن خادم الحرمين الشريفين تعامل بكل شفافية مع الحادثة منذ حدوثها وأعلنها صراحة أن المسؤولين عنها سيخضعون للتحقيق والمحاسبة"، مؤكداً أنه على الفور تم تشكيل اللجنة، وإعلان نتائج الحادثة، ومن ثم جاءت اللمسة الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين، للتخفيف عن معاناة أسر الشهداء والمصابين بالتوجيهات التي صدرت. مبينا: "الملك سلمان وعد وأوفى فيما يخص سرعة التحقيق والشفافية والحزم وأتبع ذلك بإنسانيته المشهود بها في جميع أنحاء العالم". وتابع الراشد: حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على متابعته للحادثة، يؤكد للعالم الإسلامي أنه خادم الحجاج والمعتمرين الساهر على راحتهم طوال وجودهم على الأراضي المقدسة، كما أن سرعة التعامل مع توجيهات الملك سلمان وتنفيذها من قبل المسؤولين، تؤكد صرامة الملك في توجيهاته، وأنه لا يتهاون في توفير الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى صرامته الواضحة في توجيهه بتحويل ملف الحادثة لهيئة التحقيق والادعاء، لاستكمال التحقيق مع شركة بن لادن. ولفت الراشد إلى أن توجيهات الملك سلمان تحمل كثيرا من معاني القيادة الرشيدة، فما بين الشفافية والسرعة والحزم والإنسانية، تجلت بوضوح قدرة الملك سلمان بن عبدالعزيز على إدارة شؤون المسلمين وخدمتهم. من جانبه، قال الدكتور صدقة فاضل رئيس لجنة السياسيات الخارجية في مجلس الشورى "إن انهيار الرافعة على المصلين بالمسجد الحرام كان حدثا مؤلما للجميع وفي مقدمتهم الحكومة الرشيدة، التي تحركت فور وقوع الحادث المؤسف وهرع المسؤولون وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتفقد مكان الحادث، مطمئنا الحجاج والمعتمرين والمقيمين بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها وأن هناك لجنة عليا أوكل لها التحقيق في الحادث وستعلن النتائج على الجميع، وفوق كل ذلك أصدر الملك أمره الكريم بدفع تعويضات لذوي المتوفين والمصابين، ولم يكتف بذلك بل أتاح الفرصة لمن لم يتمكن من إتمام فريضة الحج لهذا العام، أن يؤدي الفريضة العام المقبل على نفقة الدولة، كما أصدر أمره الكريم بأن هذا لا يعني الإعفاء من المطالبة بالحق الخاص، وهذا من مكارم الملك سلمان. وأضاف أن دفع الأموال لذوي المتوفين والمصابين جاء جبرا لخواطرهم للوقوف معهم في محنهم، وليس نهاية المطاف، ومن حقهم المطالبة بحقوقهم الخاصة عبر الجهات المعنية وعلى رأسها القضاء السعودي، وهذا موقف نبيل من خادم الحرمين يؤكد حرص خادم الحرمين وحكومته على إعطاء مكة المكرمة والمدينة المنورة جل اهتمامه، وقد أكدها الملك سلمان بقوله: إن هذين المكانين أهم الأمكنة بالنسبة لنا ورعايتهما تأتي في أولوية اهتمامات الحكومة التي تخدم وترعى المقدسات وتكرس جهودها ومواردها لخدمتهما.