طرابلس - وكالات: هدّد المؤتمر الوطني الليبي العام بمقاضاة بعثة الأمم المتحدة بسبب لقاءات عقدها رئيس البعثة برناردينو ليون مع ضباط من رئاسة الأركان التابعة للمؤتمر، ومع قادة مجموعات من الثوار. ووصف رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين، في رسالة إلى ليون، تلك اللقاءات بأنها خارج الشرعية، وقال إنها عُقدت دون إذن مسبق من فريق الحوار الذي يمثل المؤتمر بمحادثات تتوسط فيها البعثة الأممية من أجل التوصّل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا. وتابع أبو سهمين بصفته القائد العام للقوات المسلحة الليبية أن المؤتمر الوطني قد يضطر إلى مقاضاة البعثة الأممية أمام القضاء المختص، ووصف تصرّفات ليون بأنها اعتداء صارخ على سيادة البلاد، وتعد مساسًا بأمنها القومي. وحملت رسالة رئيس المؤتمر الوطني تاريخ السبت، بعد يوم من انتهاء جولة جديدة من المحادثات في جنيف برعاية الدبلوماسي الإسباني ليون. وكانت البعثة الأممية واجهت في السابق انتقادات من المؤتمر بسبب اجتماع ليون ببعض الكتائب العسكرية من مدينة مصراتة ومن مدن أخرى، في مسعى منه لوقف القتال بغرب ليبيا بين الكتائب الخاضعة لسلطة رئاسة الأركان بطرابلس والمحسوبة على الثوار من جهة، وبين مجموعات مسلحة على غرار "جيش القبائل" موالية للحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل المنعقد في طبرق شرقي البلاد. وتأتي رسالة التحذير الموجهة من أبو سهمين إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة، بينما وصف المؤتمر الوطني أحدث جولة من الحوار في جنيف بالبناءة. وتردّد أن البعثة قبلت إدراج تعديلات طالب بها المؤتمر في مسودة الاتفاق السياسي التي وقعتها بعض الأطراف الليبية في يوليو الماضي بمدينة الصخيرات جنوب العاصمة المغربية الرباط. من جانب آخر اعادت قوات خفر السواحل الليبية 121 مهاجرًا غير شرعي إلى ليبيا أثر تعطل مركبهم في عرض البحر قرب طرابلس بينما كانوا في طريقهم نحو السواحل الأوروبية، بحسب ما أفاد مسؤول في هذا الجهاز. وقال المقدّم في خفر السواحل محمد داندي "أعدنا 121 مهاجرًا إلى البر. كانوا على متن مركب مطاطي تعطل محركه في منطقة تبعد سبعة أميال عن القره بوللي" على بعد نحو 60 كلم شرق طرابلس. وأضاف "تحرّكنا لإنقاذ هؤلاء عند الساعة الحادية عشرة (09،00 تغ) بعدما تلقينا بلاغًا بوجودهم في البحر. لم نتمكن من اقتيادهم على متن المركب المطاطي، لذا قمنا بنقلهم إلى مركبين لخفر السواحل وإعادتهم إلى البر". وتابع أن المهاجرين يحملون جنسيات عربية إفريقية، وأن بينهم عشر نساء. وشاهد مصور فرانس برس المهاجرين وهم يصلون إلى ميناء في مدينة القره بوللي، حيث قدّم لهم خفر السواحل الماء والطعام، استعدادًا لنقلهم الى مركز لإيواء المهاجرين غير الشرعيين. وقبل نحو عشرة أيام غرق مركب على متنه نحو 400 شخص قبالة سواحل مدينة زوارة الواقعة إلى الغرب من العاصمة، وجرى انتشال أكثر من 120 جثة من البحر، وإنقاذ نحو 200 مهاجر، وفقدان أثر العشرات.