حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء تهدئة الامور بعد طلب اللجوء الذي قدمه المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركي ادوارد سنودن مؤكدا ان العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة "اكثر اهمية" من "المشاجرات" حول هذه القضية. وقال بوتين للتلفزيون "برأيي ان العلاقات بين الدول اهم بكثير من المشاجرات المحيطة بعمل الاجهزة الامنية". واضاف "لقد نبهنا سنودن الى ان اي نشاط له يمكن ان يسيء للعلاقات الروسية - الاميركية غير مقبول". وطلب المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركي العالق منذ اكثر من ثلاثة اسابيع في مطار موسكو رسميا الثلاثاء اللجوء الموقت الى روسيا. واوضح الناطق باسم الرئيس الروسي ديميتري بيسكوف الثلاثاء ان الطلب للجوء الموقت "ليس له علاقة بالرئيس" وانما بجهاز الهجرة الفدرالي. والكرملين نأى بنفسه عن قضية سنودن بعدما كشفت ردود فعله منذ ثلاثة اسابيع عن بعض الاحراج. وكان سنودن طلب في مطلع يونيو اللجوء السياسي الى روسيا، لكنه سحب طلبه بعدما فرض عليه بوتين شرطا بان يوقف انشطته المتعلقة ببرنامج التنصت الالكتروني الاميركي. وبعد الاعلان عن طلبه اللجوء الموقت الثلاثاء، كررت واشنطن دعوتها الى ابعاد سنودن الى الولايات المتحدة حيث يواجه اتهامات بالتجسس بسبب ما كشفه عن عمليات تنصت الكترونية اميركية في الخارج. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "موقفنا انه ينبغي طرد سنودن واعادته الى الولايات المتحدة، ويجب عدم السماح له بمزيد من السفر الى الخارج الا للعودة الى الولايات المتحدة". واكد بوتين "لدينا اهدافنا الخاصة في تطور العلاقات مع الولايات المتحدة (...) نحن دولة مستقلة مع سياسة خارجية مستقلة". وردا على سؤال حول الفرق بين الانشطة المناهضة للاميركيين والدفاع عن حقوق الانسان قال الرئيس الروسي انه لا يريد "الدخول في تفاصيل". واضاف ان "الدفاع عن حقوق الانسان يطرح بعض المخاطر لهؤلاء الذين يتابعونه. واذا كان هذا النشاط يتم تحت اشراف الولايات المتحدة فيكون نشاطا مريحا. وفور انتقاد شخص ما للولايات المتحدة، يصبح الوضع اكثر تعقيدا". وتابع ان "ما حصل مع طائرة الرئيس البوليفي اثبت ذلك جيدا". وبعدما حامت شبهات خاطئة بانه نقل سنودن على متن طائرته القادمة من موسكو، اضطر الرئيس البوليفي ايفو موراليس في مطلع يوليو للتوقف 13 ساعة في فيينا بعد رفض عدة دول اوروبية السماح لطائرته بالتحليق فوق اراضيها. والمح بوتين الى ان سنودن سيغادر روسيا في نهاية المطاف قائلا "لدي انطباع بان ادوارد سنودن لم يحدد ابدا هدفا له البقاء بشكل دائم في روسيا". وخلص الى القول "انه شاب وصراحة لا افهم كيف قرر (نشر ما كشفه) وكيف سيكمل حياته، لكن هذا خياره ومصيره".