×
محافظة المنطقة الشرقية

3 جلسات تبحث مستجدات طب الكوارث بجامعة جازان

صورة الخبر

من الطبيعي أن كثيرا من الخبايا تتكشف عند الشدائد، وتظهر المعادن على أصولها وطبيعتها؛ فالثمين منها لا يمكن لأحد أن يجهل قدره أو ثمنه، وكذلك الحال مع الرديء الذي لن يجد من يلتفت إليه، وسيبقى منبوذا محتقرا من الجميع. هبت رياح عاصفة الحزم قوية بإشارة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولا تزال رياحها القوية تهب تجاه حرب المعتدي ونصرة الحق وإعادة الشرعية. هذه العاصفة حين حلّقت في الآفاق أبت إلا أن تكشف عن أمور ومظاهر ربما كانت خافية على البعض، ولكن لا مجال اليوم للخفاء في ظل حقائق ونتائج برهنت على الكثير من مخرجات هذه العاصفة ومعطياتها. أولاً وقبل كل شيء أثبتت عاصفة الحزم أن قرار القائد سلمان بإطلاقها كان قراراً حكيماً وصائباً دعت إليه كل الظروف والتطورات على أرض اليمن الشقيق وما جاورها، فليس من المقبول السكوت على سلب شعب أدنى حقوقه، وليس من المعقول السكوت على انتهاك الشرعية في الحكومة اليمنية وترك الحبل على الغارب لشرذمة ابتغت العدوان والسير بالبلاد في منزلق خطير تدعمها قوى معادية في مقدمتها إيران، وليس من المعقول أيضاً ترك المجال مفتوحاً لقوى كي تحكم اليمن وهي تضع في أولوياتها الإضرار بالمملكة والاعتداء على أراضيها كما حصل في السابق. هذه العاصفة الشعواء على الأعداء قدمت البرهان على أن المملكة لا يمكن أن تخطو خطوة للأمام وتكون مخالفة للشرعية والأنظمة الدولية، ومن هنا جاء الدعم اللامحدود من دول مجلس التعاون ومن كثير من الدول العربية والصديقة وتوج ذلك بموقف مؤيد من مجلس الأمن الدولي. دول المجلس وغيرها من الدول العربية الصديقة صاحَبَ قولها الفعل ورأينا في ساحة المعركة طائرات تشابهت أنواعها وتوحدت أهدافها، واختلفت أن على هياكلها الخارجية أعلام ومسميات دول متعددة آمنت بصدق التوجه والهدف وشاركت بكل قناعة وإيمان بأن الحق لابد أن ينتصر وأن العدوان لا يمكن السكوت عليه. عاصفة الحزم أيضا كانت بوابة أطل العالم منها على أبناء شعب المملكة وكيف أنهم نعم العون في الرخاء والشدة لبلادهم ومليكهم يدفعهم إيمان صادق وعقيدة راسخة. الكل أيّد وناصر، والكل أبدى استعداده للفداء والتضحية بكل ما يملك، ويأتي في مقدمة هؤلاء جنودنا البواسل الذين ضربوا مثلاً يحتذى في الشجاعة والفداء والمهارة وحسن الأداء. عاصفة الحزم كشفت من جانب آخر الستار عن أشخاص ووسائل إعلام تضمر الحقد والعداوة للمملكة وقيادتها وشعبها، ولكل تحرك دولي يهدف إلى إحقاق الحق ودعم الشرعية. رأينا إعلاميين ومحللين من كل الجنسيات يغالطون الحقيقة ويهذون بما لا يدرون. هذه العاصفة جاءت فرصة لتجعل الإعلام ورجالاته يعرفون ما يحاك ضدهم من مكائد وما يسعى إليه كثيرون من نُصرة وتأييد لمذاهب وتوجهات مخالفة. توجهات لا تمت للشرعية بصلة، وأعتقد أنها فرصة سانحة لنا لنعيد حساباتنا ونضرب طوقا من حديد على كل مغالط ومكابر شخصا كان أو وسيلة، فلا بقاء للمعادي أياً كان توجهه وأياً كانت الوسيلة التي يستخدمها.