بغض النظر عن التراجع الذي حدث بالأمس لأسعار النفط بسبب جني الأرباح وبيانات التباطؤ في الصين، فإنه للمرة الأولى في اليوم السابق تخالف أسعار النفط الأداء المتراجع لأسواق المال العالمية، سواء كان ذلك في الأزمة المالية العالمية السابقة أو في أزمة التصحيحات العنيفة التي شهدتها الأسواق العالمية في أغسطس الماضي. وما حدث في يوم سابق حين أغلقت أسعار النفط تعاملاتها على ارتفاع قارب ال8% مستردة ما يقارب 20% من أسعارها في ثلاثة أيام متتالية من التعاملات، يعطي رسائل اطمئنان ليس لمستثمري سوق المال بل لجميع القطاعات الاقتصادية، ويخفف من حدة النظرة القاتمة التي تدور حول التأثيرات الواسعة والتي سيخفلها انخفاض الدخل الرئيسي للمملكة. ويمكن قراءة مثل تلك الحالة الصعودية لأسعار النفط على أنها إيجابية للغاية ومبعث ارتياح، حيث جاءت الارتفاعات مدعومة بتزامن بين بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (eia) حول انخفاض الإنتاج من النفط الأمريكي، وبتقارير من منظمة أوبك حينما عبرت في نشرتها الرسمية عن قلقها من التراجع الحاد للأسعار واستعدادها للتحدث مع المنتجين. التحرك من منظمة أوبك الذي صدر على هيئة تقارير تزامنت مع بداية الأسبوع، هو تحرك لاقى الاستحسان، وأراه غيضا من فيض سيكون له نتائجه الجيدة في الفترة المقبلة، وستتم قراءته من قبل المستثمرين على أنه جهد أولي ضمن جهود رسمية ستأتي لاحقاً لحماية سعر النفط من أشد هبوط سريع مرّ به منذ عام 1986م.