×
محافظة المنطقة الشرقية

في دورة تحديد الأنماط الشخصية في برنامج (اصنع مهارة) .. محاضن إرهابية تنتظر 30 يوما لتغير سلوك ابنائنا

صورة الخبر

وهل التحصيل الدراسي مشكلة؟ ربما طرح القارئ العزيز هذا السؤال مباشرة بعد أن تقع عينه على العنوان. الجواب: نعم، فالتحصيل الدراسي، على المستويين المحلي والعربي، مشكلة حقيقية، أو على الأقل، يمثل في بعض وجوهه وأجزائه مشكلة، وتبدأ الإشكالية في التنوع المذهل الذي يتخذ منحى سيئاً، فيتحول إلى تفاوت، وفي عدم معرفة ما يجري في معظم المدارس بالضبط، خصوصاً مع عدم اختراع أو اكتشاف وسائل قياس عملية ومتفق عليها. هذا الذي يظهر في بلداننا العربية، ما تجب معه مراجعة الواقع بشكل علمي ومدروس، وعدم ترك أمور مصيرية كهذه للمصادفات. ننطلق من واقع التحصيل الدراسي في الإمارات، فنطرح أسئلة حائرة حول الفرق بين التحصيل في القطاعين التعليميين الحكومي والخاص، بل بين التحصيل بين هذه المنطقة وتلك بالنسبة للتعليم الحكومي، وهذه المدرسة وتلك بالنسبة إلى التعليم الخاص، مع الإقرار الواجب بأن المسألة لا تتصل بالمنهج الدراسي فقط، وإنما بمنظومة التعليم في مجملها. معلوم أثر عدم تساوي التحصيل الدراسي كماً ونوعاً في المجتمع الواحد، ويقال هذا بعد ملاحظة تعدد المرجعيات من دون أن تشكل وزارة التربية والتعليم مظلة مؤثرة بالمعنى الذي يقصد في هذا المقام. لا بأس في قليل بل كثير من الصراحة والشفافية ونحن بصدد قضية التعليم في الإمارات، قضية المستقبل والوجود. ماذا نريد من التعليم في بلادنا، وماذا نريد أو ننتظر من التعليم؟ لو قلنا، في الاختصار غير المخل، تلبية متطلبات ومقتضيات الإستراتيجيات الوطنية المعلنة، فإن مطابقة ذلك والواقع أحوج ما تكون إلى نقاش مجتمعي جاد وعميق، نقاش ليس موسمياً وله سمة الديمومة بالضرورة، بحيث تتراكم خبراته وتوثق، وتكون لأصحاب القرار الدليل، ولأهل الميدان الطريق. في الجانب المقابل لكن المتمم، قد يعني التحصيل الدراسي الحصيلة التي يتوصل إليها خريج المدرسة أو حتى الجامعة، وعلى المستوى العربي يفاجأ المرء بخريجين لا يعرفون في تخصصاتهم شيئاً يذكر، والمصيبة أن بعضهم يذهب إلى تخصصات فنية، ويجتاز سنوات الجامعة الأربع، لكنه يسقط أمام أول اختبار في الوظيفة، كأن يتخرج أحدهم في لغة أجنبية، لكنه بعد التخرج وحفلة التخرج المبهجة لا يستطيع أن يجيب عن سؤال اعتيادي أو أن يركب جملة من كلمات ثلاث. نحن العرب، في مشكلة التحصيل الدراسي، أمام معضلة حقيقية، غير أن ما نحب التأكيد عليه عدم التعميم، لا لأنه لا يستقيم فنياً وأخلاقياً فقط، بل لأن لعنوان التحصيل الدراسي وجهه الآخر، المبشر والمطمئن والذي يسهم في نسج الحلم وتحقيقه في وقت معا. ebn-aldeera@alkhaleej.ae