ثمة ظاهرة لاحظتها منذ سنين طويلة.. بين الأطباء والطبيبات فيما يخص زواجهم (سعوديين وأجانب) فقلة من الأطباء والطبيبات السعوديين.. تجد بينهم أو منهم زوجاً وزوجة.. بعكس الطبيب والطبيبة الأجانب تجدهما متزوجين وقد يعملان في نفس المنشأة الصحية جنباً إلى جنب.. والشواهد كثيرة على ذلك.. وقد زاملت الكثير منهم.. ولا أدري لماذا الطبيب والطبية السعوديان متنافران.. وكل منهما متزوج من صاحب أو صاحبة مهنة أُخرى.. وفي الأغلب الأعم تكون زوجة الطبيب ربة بيت فقط.. وقد يكون السبب أن زامر الحي لا يُطرب.. أو (الشعيب تُحب الغريب).. ما علينا.. وقلة من الأطباء من يعدد في زواجه.. فيكتفي بواحدة.. ولسان حاله يقول (عساها بحملها تثور)، وبصراحة أستغرب ذلك.. وقد يكون السبب ان معظم الأطباء يتزوجون في سن متأخرة نسبياً مقارنة بالمهن الأُخرى.. فتكون دراسة الطب وعملها قد أتت على نصف أو أكثر من شبابه.. وما تبقى يكون نصيباً لزوجته الأولى والوحيدة.. فمن أين له بشباب وعمر.. ليعطيه لثانية أو أكثر.. وموضوع الزواج وتعدد أشكاله أصبح كل يوم يأتي بجديد.. فمن زواج (الفرند) إلى زواج (الونس) وهلم جرا.. ليكون زواج المسيار موضة قديمة.. وهو في الواقع كذلك ف(الاولون) يطلقون على زواج المسيار (يعرس على حرمة.. على بيتها) أي بيت العروس.. فتتنازل العروس عن بعض حقوقها كالنفقة والمبيت والإشهار المتعارف عليه.. وعملياً عندما يتزوج الطبيب فهو في الواقع كمن تزوج بأُخرى.. فمهنة الطب هي الضرة أو الجارة.. التي ستجدها من تتزوج بطبيب.. وما تبقى من سوانح اليوم أسدي نصحاً ودعابة وشعراً لأنصار الحج متولي.. فقد قال الأصمعي: قيل لأعرابي.. من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش.. فتزوج امرأتين ثم ندم.. فأنشد يقول: تزوجت اثنتين لفرط جهلي بما يشقى به زوج اثنتين فقلت أصير بينهما خروفاً أُنَعمُ بين أكرم نعجتين فصرت كنعجة تضحى وتمسي تداول بين أخبث ذئبتين وألقى في المعيشة كل ضر كذاك الضر بين الضرتين لهذي ليلة ولتلك أخرى عتاب دائم في الليلتين ولشدة ما عاناه في تجربة الزواج من اثنتين أصبح من دعاة عدم الزواج بالمرة.. وهذا يُذكرني بقصة رجل كان يجلس مع امرأته.. ويتذكر الماضي بحسرة ويحن إليه.. قال لها يوماً (يا حليلنا يوم كنا اثنين) فردت الزوجة بلهفة وبسرعة قائلة أي والله يا أبا فلان فقد كانت أيامنا جميلة عندما كنا في بداية زواجنا قبل إنجاب الأولاد (أنا وأنت فقط) رد مصححاً لها وبسرعة: ما أعنيه ب ياحليلنا يوم كنا اثنين.. أي: أنا وقديري.. ويعني هو وقدر الطبخ الذي يطبخ فيه طعامه قبل الزواج.. فاعتبروا يا زملاء المهنة ممن كان يُمني نفسه بأن يكون ملك زمانه أو سي السيد.. فأصبح خروفاً بين ذئبتين.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية