لم تكن تنتظر عضوة مجلس الشورى حياة سندي أن تحصل على أكثر من 3.5 مليون دولار في غمضة عين! "مبلغ لا بأس به!!" هذا ما قد يقوله الناس الذين سمعوا بما تعرضت له خلال الأيام الاخيرة في الولايات المتحدة الاميركية، بعد أن "سقطت عليها ثروة من السماء" كما قال البعض ولسان حالهم يردد: "ليتنا كنا في مكانها!"، أما الدكتورة حياة سندي فعلقت على الامر ضاحكة: "لا تعنيني الفلوس أبدا ولا أتمنى لأي أحد مواجهة ما تعرضت له من تشهير!" في التفاصيل، ألزمت محكمة أميركية في ولاية بوسطن سيدة سعودية وابنتها بدفع تعويض قيمته ثلاثة ملايين ونصف دولار للدكتورة حياة سندي بعد أن ثبت عليهما جرم تشويه السمعة والإساءة إليها. ويأتي هذا الامر بعد أن رفعت الدكتورة حياة سندي دعوى على السيدتين متهمةً إياهما بتنفيذ حملة منظمة ضدها قائلة: "لقد اتهموني بتزوير مؤهلاتي العلمية وعملوا على إحراجي في المؤتمرات والمنتديات العلمية والتشهير بسمعتي ثم عمدن بعد ذلك الى نشر الأكاذيب عني في مواقع التواصل الاجتماعي". لا يعرف أحد سبب إقدام هاتين السيدتين على ما وصفته المحكمة الاميركية بـ "التشهير بسمعة" الدكتورة خلال السنوات الماضية، الشيء الذي أثر على عملها وحضورها العلمي في الولايات المتحدة الأميركية كما قالت. أما الدكتورة حياة سندي فهي باحثة سعودية متميزة وصاحبة حضور لافت كعضوة نشيط في مجلس الشورى. هي صاحبة مشروع "التشخيص للجميع" الذي يساعد الإنسان في أي وقت على تشخيص حالته المرضية وعرضها على الطبيب المختص دون الذهاب الى معامل التحاليل. هي ابنة مكة المكرمة حيث تلقت تعليمها كاملاً في هذه المدينة المقدسة. عاشقة للثقافة واهتمت بقراءة قصص المتميزين في العلم مثل أنشتاين وابن الهيثم. دخلت كلية الطب متخصصة في علم الأدوية لتسافر بعدها إلى لندن من أجل دراسة التكنولوجيا الحيوية. أسست الدكتورة حياة سندي معهد التخيل والبراعة الذي يسعى الى إيجاد هيئة تجمع العلماء والتقنيين والمهندسين في السعودية، حتى تم تصنيفها من بين الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً في العالم العربي عموماً والنساء خصوصاً. اختارتها منظمة اليونسكو سفيرةً للنوايا الحسنة ضمن عشر خبراء من عدة دول لتطوير أفضل تكنولوجيا ممكنة للفتيات في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات لهذا العام. كما أصبحت أول عضو سعودي في لجنة تحكيم جائزة اليونسكو لتعليم الفتيات والنساء، وتم تعيينها قبل ثلاثة شهور عضو في المجلس الاستشاري الماليزي للعلوم للاسهام في خطة التحول الماليزية. من هنا لا تتوانى الدكتورة حياة سندي عن مواصلة جهودها في المجال العلمي أو تمكين النساء والفتيات السعوديات والعربيات رغم كل الصعوبات كتلك التي واجهتها مؤخراً في الولايات المتحدة الاميركية لأنها ترفع شعار يختصر معادلة التفوق وهو: "يمكن اختصار النجاح في كلمتين: الاخلاص والجدية".