تجربة انتخاب المجالس البلدية درس في الانتخاب في حد ذاته بصرف النظر عما تعنيه عضوية هذه المجالس من تحقيق لمفهوم المشاركة في بناء الوطن وإتاحة الفرصة للمواطنين من التمكن من هذه المشاركة، درس في الفكر الذي يحرك المواطنين لاختيار من ينوب عنهم في هذه المهمة والآلية التي يتحقق من خلالها هذا الفكر، ولذلك فإن نجاح العملية الانتخابية ونجاح ما ينبني عليها من نتائج أو فشلها وفشل نتائجها إنما هو نجاح للمواطنين جميعا أو فشل لهم. أولى هذه الدروس أن يدرك المواطنون الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات أنهم يمارسون حقا لهم أتيحت لهم فرصة الحصول عليه ولذلك ينبغي أن يحرصوا على المشاركة قياما بدورهم الوطني من ناحية وحرصا على التمتع بحقهم من ناحية أخرى ولذلك كله فإن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو أول فشل يسجله الممتنعون عن التصويت على أنفسهم. أما الدرس الثاني فيتمثل في معرفة المواطنين بمن يصوتون لهم بحيث تكون أصواتهم لمن يثقون في أنهم إنما رشحوا أنفسهم لهذه المهمة خدمة لوطنهم ومواطنيهم لا يسعون من خلال ذلك لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية لهم ولا يسعون من أجل جاه أو سلطة أو مكانة اجتماعية، وأن يحرص المواطنون عند منح أصواتهم لهذا المرشح أو ذاك ألا يقعوا فريسة لعصبيات قبلية أو مناطقية أو مذهبية وأن لا يكونوا مخدوعين بالوعود الزائفة التي لا يتورع بعض الذين يرشحون أنفسهم عن بذلها وإغراء المواطنين بالتصويت لهم بناء عليها، وعلى المواطنين أن يدركوا أن أصواتهم أثمن من أن يهدروها لمن لا يستحق الحصول عليها وأنها أمانة لا تودع إلا لدى من هو مؤتمن عليها. أما الدرس الثالث فهو مراقبة أداء المجالس البلدية في مناطقهم لكي يتحققوا من أنها تقوم بما هو موكول لها من مهام وأن يطمئنوا أنهم لم يهدروا أصواتهم ولم يمنحوها لمن لم يكن مستحقا لها. الدرس الانتخابي تحربة يتم اكتسابها بالتراكم ولذلك ينبغي أن تكون الدورة الثالثة أكثر نجاحا من الدورتين السابقتين وأن تمهد لدورة رابعة أكثر نجاحا تبرهن على استحقاق المواطنين لما حصلوا عليه من حق في المشاركة وتهيئتهم لمشاركات قادمة في ميادين جديدة من ميادين خدمة الوطن. suraihi@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة