طلابنا وتعزيز الظاهرة الاجتماعية عواطف الغامدي - الرياض ظاهرة الغياب الجماعي والتي باتت منتشرة بين طلبة العلم في جميع المراحل اصبحت مألوفة الى حد ما قبل الاجازة وبعدها وقرب الامتحانات بل لم تعد ظاهرة جديدة في مدارسنا، وأرى ان المشكلة تحمل أكثر من شق، الشق الأول دور المدرسة ووزارة التربية تجاه هذا الغياب والشق الثاني يلتزم به المنزل والاسرة. وقد يراودني الشك في الدعم القوي لمصدر الغياب المشترك من تراخي الوزارة ومديري المدارس بعدم تطبيق الانظمة الصارمة وبشكل جدي مما جعل هذه الظاهرة السلبية تثبت اركانها وكأنها حق مشروع للطالب أضف الى ذلك منسوبي التعليم كفوا ايديهم وما هو الا نتاج خلل في الاداء التعليمي والانظمة؟ ناهيك عن الاسرة وعدم اشعار الطلبة بأنهم يعيقون المسيرة التربوية وممارسة مسلك خاطئ نشيء عن نقص في المثــــل والمبادئ وصدى ذلك بمثابة ردة فعل للطالب وسط تهيئة اسرية اذ لم تعد تسأل عن سبب الغياب والاكتفاء بأنه غياب جماعي ومتفق عليه ولا يدركون أن كثرة أيام الغياب تفقد الطالب حماســــة للدراسة واحترامه للأنظمة وبالتالي تولد التمرد على النظم واللوائح المدرسية والفجوة واللامسوؤلية مستقبلا. في دراسة اجريت بهذا الشأن كانت هناك نسبة وتناسب اذ ليست في جميع المدارس بنفس المستوى فالمدارس التي في المدن تختلف عن القرى وعن مدارس الهجر، وحتى مدارس المدن تختلف باختلاف الحي والمنطقة. لذا تعد ظاهرة الغياب أكبر مشكلة يجب الحد منها وبكافة الوسائل الممكنة لأنها مسألة تغير نهج وفكر وعادات وبالتالي نحتاج الى تخطيط وبرامج وقوة تحمل وتوزيع الادوار بطريقة صحيحة وعقد اللقاءات مهم جدا لكل من اولياء الامور والطلبة للتوعية ولتغيير ما هو متعارف عليه الايام الاخيرة من عدم دراسة وحضور قليل تجميع الطلبة وأحيانا يستغلون في ترتيب الماصات وتحديدا قبل الاختبارات؟ مسئولية الغياب تقع على عاتق الجميع حتى وسائل الاعلام من توعية وخلافه بل بالعكس تكثر البرامج الترفيهية والطرب والمسابقات واستحوذت على استحسان الغالبية بالمتابعة والتصويت. فتبني مفهوم الضبط في الحضور حتى أخر يوم دراسي يجب ان تنتشر ثقافته وتؤصل النماذج الايجابية منه حتى لو بعمل استبيان لتحديد معرفة تفشي هذه الظاهرة ولو أصبح في الواقع من يلتزم بالحضور يكون محط للسخرية؟ واحد اولياء الطالبات منع ابنته من الذهاب خوفا من التسيب اضافة الى عدم شرح المعلم للدرس بحجة غياب معظم الطلاب فكأننا بهذه الطريقة نعزز الغياب في نفوس الطلاب، بالأمس كان الغياب اشبه بحالات فردية لم يتم الوقوف عليها تطورت الان الى غياب جماعي حتى يوم الخميس لم يعفى من ذلك وسيسوء الامر أكثر ان لم يتدارك؟ وبالنظر لعهد مضى اقرت فيها وزارة التربية والتعليم نظام الاختبارات فقد حد من نسبة الغياب في المدارس بشكل ملحوظ وبالتالي نحن بحاجة إلى تكاتف الجهود بين وزارة التربية والتعليم وبين الأهالي والأسر، ولا نهمش دور المرشد الاجتماعي في التواصل بين الطرفين لأهمية الأمر في عملية الربط والتوعية فلو كان هناك الانتظام في جميع المدراس وبشكل محفز سيكون هناك تغير جذري وتوزيع الأدوار مطلب من الكل اضافة لدعوة الاسر إلى حث ابنائها للحضور حتى آخر يوم دراسي وتشجيعه واستثارة دافعية الطلبة بتفعيل وسائل الترفيه الى جانب اليوم المفتوح للجذب والاثارة ومكافأة الطلبة الحضور وربط ايام السفر في الإجازة فقط. في الدول المتقدمة اقل عقاب يقدم للطالب حرمانه يوم دراسي لشدة تعلقه بها. همسة تربوية لا بديل للتعليم الا التعلم فإن لم تنطلق مؤسساتنا التعليمية والتربوية لتحقيق مسيرة تنموية شاملة بصناعة العقول والقلوب وخلق بيئة جاذبة لأبنائنا فلن نخرج أجيالاً تواكب المتطلبات والنهضة اليوم في عصر الثورة الرقمية.