رغم كل الدماء التي تحيط بنا وتكاد تغطينا، ﻻبد أن نقول إن الغد أجمل. فالمكائد تتربص بأماننا ووحدتنا وتكاتفنا ومحبتنا لبعضنا البعض. في البيت الواحد. والبلد الواحد والخليج والوطن العربي الواحد. تفجيرات الإرهاب تغتال سعادتنا ونور شمعتنا الخافت الذي نداري عليه من عواصف الخلاف والخصام والتغيرات والشرور من كل صوب، وﻻ يتبقى لنا سوى حبر كلماتنا، مداد نقاء وضياء ومحبة وطيبة متبقية فينا. لن يكن لها معنى لو لم نؤمن أننا بخير. سنكون بخير. وستكون أوطاننا بخير وسلام، وسيكون الغد أجمل. فاجأني خبر تفجير مسجد الإمام الصادق كغيري، لكن حرقة لوعتي كانت ببعدي عن ديرتي في وقت كانت تحتاجني فيه لتقديم أي مساعدة أو مساهمة معنوية أو مادية، ما أصعب أن تحدث كارثة لبلدك وأنت منزوع ومنتزع عنها، لست مقطوعاً أو مبتوراً بل منتزع رغما عنك.. تناديك وطنيتك وتستدعيك وأنت مغترب.. وجع على وجع وبعد على بعد.. فلا تملك إﻻ الصلاة والدعاء والكتابة، فالوطن ليس بمن يسكنه بل بمن يصنعه... بمن يبنيه... بمن يحميه ويعليه... يحس فيه وبوجعه... الوطن بمن يضمد جراحه ويمسح دمعته ويهدهد أنينه وآهاته. الكارثة ستجمعنا لن تفرقنا... ستوحدنا لن تشتتنا... الدماء التي سالت كانت دماء الوطن... ﻻ دماء طائفة أو قبيلة... كانت دماء كل بيت وشارع واسم وعنوان... والمجرمون الذين لم يضعوا اعتباراً لشهر فضيل أو جمعة مباركة أو حرمة مسجد أو كرامة مصلين أو براءة طفولة وكهولة شيوخ أو قلوب أمهات وزوجات وأخوات لن يعبثوا بوطنيتنا... سنسمو فوقهم وسنكون أقوى ولن نمنحهم فرصة النجاح أو النجاة بفعلتهم.