انتقد إمام الحرم المكي سابقاً, إمام وخطيب جامع المحيسني شمال شرق الرياض الشيخ عادل الكلباني حالة الخطاب الدعوي اليوم, مؤكداً أن المثالية الزائدة أوجدت حالة كبيرة من الفصام بين الدعاة وواقعهم، نافياً وجود علاقة بينهم وبين المؤسسة الدينية الرسمية. وأوضح الكلباني خلال حديثه مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج لقاء الجمعة اليوم أن الخطاب الدعوي يجب أن يتغير لأن الزمن تغير, والناس تغيروا فما يصلح قبل 20 عاماً لا يصلح اليوم، لا في طريقة التفكير ولا التعبير، كما أنه لا يمكن أن يكون الشخص 24ساعة في نفس هندامه في الصلاة! وأرجع الكلباني وجود حاجز بين بعض الدعاة المعروفين والمجتمع إلى عدم اندماجهم معه، ضارباً مثلاً بقوله: يعني الآن لو تتصل بأحد الدعاة المشهورين لا يمكن أن تجده، حيث سيرد عليك السكرتير، فهو لا يعيش مع عامة الناس بحيث أصبحوا يرونه عبر الشاشة أو عبر محاضرة يلقيها بمسجد لبضعة دقائق فقط، وبالتالي لا تظهر شخصيته. وتابع الكلباني قائلاً: من الصعوبة أن تأتي لشخص من الدعاة الكبار وتعزمه في بيتك وإن عزمته فيجب أن تتكلف، وهم وغم! وأكد الكلباني بأن المرأة في خطاب الدعاة هي سلاح أكثر مما هي قضية، وقال: المرأة عندنا يتنازعها تياران التيار الليبرالي والتيار الإسلامي إن صح التعبير بحيث إن كلاً منهم يرى أن سلاحه وقوته في هذا. وأشار إلى تجاهل الدعاة لبعض القضايا الجوهرية التي لا تجد لهم فيها مشاركات، مستدركاً: لكن تكلم عن المرأة، عن الحجاب سينبري كثيرون للرد عليك. وأضاف الكلباني أن الخطاب الدعوي القصصي الذي يعتمد على الاستثارة والموعظة فقط لا يقنع سوى قلة قليلة من الشباب اليوم الذي يصدق هذه القصص الكثيرة المشكوك في صحتها بحسب وصفه والتي كانت تنتشر بعضها، واصفاً إياها بـفيلم هندي، مؤكداً بأنها لم تعد تقنع الشباب اليوم. وأكد الكلباني بقوله: أنت لازم تصدق هذه القصص لو كذبت أو شككت يا ويلك! كأنك كذبت البخاري أو مسلم! مثل قصة شخص كان ذاهباً للدمام وكان ما يصلي وبعدين أربعة وقفوه في شارع وفي الأخير تنتهي بنهاية مأساوية أنه مات ! أو امرأة حفظت القرآن ثم آخر يوم حفظته ماتت! متسائلاً: طيب من هذه؟ بنت من؟ انقطع السند والمتن. محذراً بأن هذه القصص قد تؤدي إلى عكس ما يريده الدعاة ! مثلاً: في واحد يقول والله أخاف أحفظ القرآن فأموت! كما علق الكلباني على بعض الدعاة قائلاً: بعضهم يقصّ عن نفسه أكثر مما يقصّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونفى وجود علاقة أصلاً بين بعض الدعاة الذين لهم حضور شعبي والمؤسسة الدينية الرسمية. مشيراً إلى أن كلاً منهم يعيش في عالمه.