--> في أول مقال لي في هذا الشهر الفضيل المبارك تكلمت عن عاداتنا السلبية في استقبال هذا الشهر الكريم من احتلال للبقالات وشراء ما نحتاج وأضعافه مما لا نحتاج من ذخائر غذائية أجزم أن جزءا منها سينتهي تاريخ صلاحيته قبل استخدامه ، كل هذه الذخائر الغذائية استعداداً للمعركة الليلة بين البطن والجوع والتي دائما ما تكون من صالح البطن الذي يفوز فوزا كاسحا وملجما حد الثمالة في كل يوم ، ويرجع الجوع يجر أذيال الخيبة والهزيمة الساحقة ويحاول مجددا مع الفجر بعد أن يتلقى ضربة موجعة من السحور خاصة ان كان من نوع معارك الكبسات الدجاجية أو اللحمية وغيرها . ومع ذلك فإن تلك عادة سلبية من سلبياتنا في رمضان فشراء كل شيء دفعة واحدة وكذلك الأكل دفعة واحدة أو دفعتين متقاربتين بكميات كبيرة يتكرر رغم كل أنواع النصائح من كل حدب وصوب ولكن لا حياة لمن تنادي. كأن رمضان هو شهر الكسل والتبلد الحركي وانعدام الهمّة حتى أن أحد أصدقائي قال لي ذات مرة ما أصعب الوقوف عند اشارات المرور في نهار رمضان !! يا ساتر أين وصلنا ، كل هذا الكلام لا يزن عندي مثقال ذرة ولا أصدقه ابدا بل اني أعتب على كل من يقوله ويتحجج به ويجده تبريرا يمنعه من أي عمل من المفترض أن يقوم به تستمر وتتنوع تلك العادات السلبية حتى مع غير المواضيع المتعلقة في البطن بشكل مباشر ، فأغلب ما تسمعه أذني أثناء أي مكالمة في العمل لابد أن يتخلله يا أخي تعرف .. رمضان أو في الوضع الحالي صعب خبرك .. رمضان بس ما ينفع الآن حنا في رمضان .. أو نخليها بعد رمضان وهكذا ، وكأن رمضان هو شهر الكسل والتبلد الحركي وانعدام الهمّة حتى أن أحد أصدقائي قال لي ذات مرة ما أصعب الوقوف عند اشارات المرور في نهار رمضان !! يا ساتر أين وصلنا ، كل هذا الكلام لا يزن عندي مثقال ذرة ولا أصدقه ابدا بل اني أعتب على كل من يقوله ويتحجج به ويجده تبريرا يمنعه من أي عمل من المفترض أن يقوم به. كثيرون كنت أسمعهم حين أكلهم أو شربهم في أيام الفطر يقول تصدق هذا أول ما يدخل بطني اليوم ويكون الوقت حينها قد تجاوز الظهر ووصل العصر أو حتى الليل وبدون مبالغة فتجده يتصبر بكوب من القهوة أو الشاي من شدة ازدحام العمل ، إذاً ما الفرق هنا بين الحالتين ؟ أم أنها حالة نفسية تنطلي علينا كل سنة بمجرد أننا تعودنا على تكرارها دون وعي وادراك لما نقوله وهل هو صحيح أم لا ، هل اذا لم يدخل بطنك شيء في ساعات النهار الأولى يؤثر على كل تصرفاتك بعده !! هل بطنك هو المتحكم في مزاجك وعملك وحركتك وطريقة كلامك !. والله لا أبالغ أن قلت إن رمضان لا يقل نشاطا عن غيره ان لم يكن أكثر ، فأعرف كثيرين يمارسون الرياضة عصرا ورأيتهم بنفسي ويقولون ما أجمل الرياضة وأنت خفيف البطن. لننظر الى عمال النظافة والبناء وهم يعملون بكل نشاط وهمّة في الجو الحار وتحت الشمس وليس في مكاتب أو سيارات أو بيوت مكيفة حتى وهم يأكلون ويشربون أقل من نصف أو ربع ما نأكل ونشرب. رغم أن الساعات الفعلية الحقيقية للعمل في رمضان لا تتجاوز بين خمس الى ست ساعات ومع هذا لا تكاد تخلو من الضجر والملل و الحلطمة وكلها مجرد كلام يُردد. بينما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يخوضون المعارك في رمضان ، نحن لا نريد خوض المعارك ولكن أيضا لا نريد التبلد في كل شيء بحجة رمضان واذا كنت تريد حلاً فمن فضلك ابحث عن حل لـ بطنك في رمضان ، فهو معيار لمزاجك ونومك وحديثك وكل تصرفاتك.بإذن الله ألقاكم الجمعة القادمة، في أمان الله. Twitter:@Majid_Alsuhaimi مقالات سابقة: ماجد بن عبد الله السحيمي : -->