نعيش بينهم وربما في أولوياتهم أو في كواليس حياتهم.. ولكنهم معنا ونحن معهم من قريب أو بعيد! في مدننا ربما يعيشون أو في مدن أخرى هم يعانون ولكنهم في حياتنا يظلون! نصحو على رائحة الموت أقداراً هي وعمراً انقضى ورباً يعلم ما يخفون! {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وتعددت الأسباب والموت واحد مرض، حادث أو ربما انتحار طرق متعددة ولكنه الموت الفجأة (الجلطة القلبية المفاجئة) لا مقدمات فيه يحصد الأرواح بتفاوت الأعمار، يدعونا للتأمل لا يسبقه إنذار يحدث وأنت نائم أو تشرب فنجان قهوتك أو في مأدبة عشاء أو مسافر أو وأنت في بيتك بين أبنائك وما أتعس حظك عندما يفاجئك وأنت قائم على معصية وما أسعد من هذا الحظ أن تكون ساجداً لله أو متوجهاً لخير.. هي دعوه للصحوة! دعوة للتقرب إلى الله، دعوة إلى اغتنام الفرص، دعوة للتصدي لأهوائنا العابثة دعوة لتبديل الحال دعوة لصحوة عاجلة من غفلة غالبة! نفقدهم فجأة -دون سابق إنذار- نبكيهم ونبكي تقصيرنا معهم ونبكي فُرصاً أضعناها دون أن ندخل الفرحة على قلوبهم أو ربما في يوماً كنا سبباً في ذرف دموعهم.. هي دعوة بمد جسور من الحب والإحساس بالأرواح وإطلاق سراح مشاعرنا الطيبة لتمنحهم الأمل وتضيء لهم دروباً مظلمة لنطلق العنان لكلماتٍ متحجرة هم بأمس الحاجة لها لنسعد قلوباً أُنهِكت قبل رحيلها! في زمن طغت عليه (الأنا)! الموت نهاية كل العلاقات فلنصنع إكليلاً من الحروف العذبة والكلمات الدافئة والأحاسيس الندية ونطوق به علاقاتنا لننشئ طعم الأيام الجميلة معهم قبل أن تنتهي بهم الحياة أو تنتهي بنا. هي دعوه لنفض غبار القلوب من الأمراض التي فتكت بعلاقات البشر، الحقد، الكره، الحسد، الغيرة، الظلم فلنغسل قلوبنا قبل أن يودعنا النهار ويأخذنا الليل إلى رحلة الموت القصيرة التي قد تمتد لرحلة طويلة واصفحوا وأوجدوا الأعذار...، قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. إذا سمعت كلمةً تؤذيك فطأطئ لها حتى تتخطاك مقولة «عمر بن الخطاب» لا نقف ونترجم ونحلل فتتعاظم ويكون ذلك السياج الذي يمنعنا من الانسجام مع من حولنا! إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة؟! مقولة «غاندي» سنستمر في العداءات فنحن نحتاج إلى العقول التي تُنصف لتنبض القلوب! من منا لا يسعى إلى رحمة من رب السماء تمحو ذنوبنا التي حاصرتنا فنحن في زمن نتنفس فيه الخطيئة! هاهي الأرواح تتعاقب بالرحيل.. وقفة تأمل هي ما نحتاج إليه مع أنفسنا.. ماذا قدمنا لحياة بعد ممات؟ ويظل الموتُ راحةً لا نتمناها!