×
محافظة المنطقة الشرقية

شماغ «إرمنيجيلدو زينيا» اسم عالمي وتصميم فريد

صورة الخبر

يصطلي العالم الإسلامي اليوم بنيران العنف اللاهبة، وتعددت رؤى المفكرين حول أسباب هذه الظاهرة، محاولين البحث عن مخارج، ففي الوقت الذي يحمل البعض فيه الدين مسؤولية ما يحدث يرى المفكر التونسي هشام جعيط أن العنف لم يتوقف عبر المسيرة البشرية على هذه الأرض، مرجعا أسبابه إلى عوامل نفسية وثقافية وفكرية وسياسية وظروف اجتماعية بدءا من الشحن العاطفي للمهمشين، واستغلال براءة وحماسة الشباب ومرورا بالسياقات التاريخية المليئة أحيانا بالمغالطات، ويؤكد أن العنف السائد حاليا تاريخي أكثر منه سياسي، مشيرا إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين قضتا على جزء كبير من سكان العالم رغم أن عدد السكان لم يكن يتجاوز ثلاثة مليارات ونصف وقتذاك، لافتا إلى انتقال الحروب والنزاعات منذ النصف الثاني من القرن الماضي، من أفريقيا إلى الشرق وإلى منطقة الشرق الأوسط تحديدا، إذ بدأت ديناميكية الحرب في أفغانستان ثم انتقلت إلى العراق، واليوم توجد حرب أهلية في سوريا ما يعزز مقولة إن العنف تاريخي أكثر منه سياسي. وأبدى جعيط تحفظه على ارتباط هذه الحروب بالإسلام، من دون أن يعني ذلك أنها حروب دينية أو لها صلة حقيقية بالدين إلا أنه تم توظيف الإسلام لتبريرها. وأضاف أن الإسلام ضمن هذا المنطق لا يستعمل كعقيدة بل كأيديولوجية، تجمع بين مختلف الفئات التي تتوحد تحت مظلة فكرة واحدة. وعن إمكانية مواجهة العنف بالدولة الوطنية، أوضح أن الدولة الوطنية مفهوم غربي نشأ متأخرا، بداية من القرن السابع عشر وهو مفهوم نسبي اليوم، بفعل توجه الدول الغربية نحو بناء تكتلات اقتصادية كبرى، مثلما حصل في أوروبا، ووصف الخصوصيات القطرية بالصمود، إذ كانت تعبر عن نفسها بأشكال متعددة أما فكرة الخلافة فقد بقيت موجودة دائما في وجدان المسلمين، وأبان أن حركة التاريخ تمر بمنعطفات وتحولات كبرى ما تحتاج معه المجتمعات إلى زمن طويل حتى تستقر، ويرى أن إحدى إشكالات العالم العربي أن قضايا تاريخية حساسة لم تحسم بشكل واضح وعميق، وهو ما جعل الأوضاع في المنطقة مترجرجة وقابلة لاستمرار الانهيار والانتكاس إلى الخلف ما أدخل الحركات والتنظيمات العنيفة دوامة يختلط فيها الحلم بالتاريخ، ويمكنها أن تؤثر في الجغرافيا بشكل مباشر. وأضاف: أعتقد أن العنف قد يتواصل، بل يمكن أن يكون مرشحا ليزداد حدة وقوة وربما تتواصل الحروب والنزاعات لفترة طويلة تمتد إلى عشرين سنة أخرى وربما تحدث خلالها زلازل سياسية حقيقية، من شأنها أن تغير ملامح الخريطة الجيوسياسية في المنطقة، مؤملا أن يأتي يوم وتنتهي فيه الصراعات التي تعيشها المنطقة الإسلامية كوننا نعيش أزمة عميقة كبرى لا يمكن معالجتها بمجرد الرغبة والشعارات الفضفاضة، فديناميكية الحرب لا تزال فاعلة وقوية، وهي تثير المشاعر وتوسع من دائرة طموحات الأطراف المتصارعة.