نوف الموسى (دبي) عززت مبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية (1971)، عبر افتتاحها معرض «تاريخ وفن الخط العربي»، أول من أمس، في مركز دبي مول التجاري، الرؤية الثقافية لدولة الإمارات، في الاحتفاء المعرفي بالخط العربي، عبر مختلف الملتقيات النقاشية، والجوائز التقديرية، والورش التعليمية، إضافة إلى التأكيد على دور «المبادرة» في التثقيف المجتمعي والبحث المعلوماتي، في كل ما يتعلق بالهوية وأبعاد اللغة العربية. وجاء الحدث ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة لـ»ملتقى دبي الرمضاني»، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، برعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. ويتضمن المعرض 70 لوحة فنية، و5 قطع نحتية، بمشاركة 28 خطاطاً إماراتيا وعربيا ومن العالم الإسلامي وإسبانيا. وشهد الافتتاح معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الذي أكد خلال زيارته أن التجليات في الخط العربي والتعريف بأحدث اتجاهاتها، ستساهم في إثراء الحروف كمفاهيم فنية وتراثية. وأشاد المر بالتنظيم المتميز للمعرض معربا عن شكره لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي والقائمين على هذا المعرض المميز، الذي يمثل فكرة فريدة لحفظ التراث الوطني والعربي والإسلامي من خلال تسليط الضوء على أحد أهم الفنون التراثية والتعريف به وعرض أهم الأعمال القديمة والحديثة والمعاصرة، وأحدث الاتجاهات لفنون الخط العربي. منوها إلى الحاجة لمثل هذه المعارض الفريدة التي تثري الساحة الفنية والثقافية والتراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة.ويتيح معرض «تاريخ وفن الخط العربي» فضاءات من التناغم النوعي نحو إنتاج اللحظة الثقافية، وقراءة ما يعرف بـ»الخط الأصيل» و»الخط الحديث»، مروراً بما استجد من تقنيات خطية ثلاثية الأبعاد في النحت والحروفيات. أحاديث الخطاطين المشاركين في المعرض، تؤشر على مدى تطور رؤية الخطاط العربي وأهمية انفتاحه وتوسع استخداماته الجمالية، مع تمسكهم بالمقاييس والأنظمة المتبعة لبناء الخط، وهو ما يفسر النقاش الدائم بين الفن التشكيلي كأيقونة منفصلة عن الخط العربي. وبحسب الخطاط صباح الأربيلي من العراق فإن «الخط» و«التشكيل» بمثابة خطان متوازيان، لا يلتقيان، الأول منهما يمثل حالة من إعادة الكتابة والتقليد من خلال أنظمة هندسية، بينما الثاني يُعد عالماً آخر، يحفز الفنان لابتكار كل شيء فيه. يشارك الأربيلي بـ 9 لوحات ما بين الأسلوب التقليدي والمعاصر، إلى جانب المجسمات الفنية، منوهاً في استطراده عن علاقته السرمدية بالخط العربي، أن الآيات القرآنية ومعانيها، تصنف طبيعة الألوان المستخدمة في اللوحة، فكلمة «اليسر» تميل للألوان الفاتحة، بينما «العسر»، يتكشف فيها البعد الغامق. وما يركز عليه الأربيلي بشكل أساسي، هو شكل التطور في إنتاج اللوحة الخطية، والذي من شأنه أن يثير الأسئلة لدى المتلقي، وقال: «أحاول دائماً أن أتمسك بشكل الحرف، واشتغالي الرئيسي يتمركز في التركيب». يرى الخطاطون أن مسألة عشق الحرف، حالة مهمة، لإنتاجه، ومع التراكم الجمالي، في مجال صناعة اللوحة الخطية، تبدأ ذهنية الخطاط بالبحث عن التغير والتحديث، وهو ما يفسر موضوعياً الآراء النوعية التي (رواها) الزوار عن إقدام الخطاط محمد مندي من الإمارات، بـ»تعطير لوحاته»، ومنها يتوصل المشاهد لانطباعات مختلفة لماهية إقدامه على فعل تكوين الرائحة في اللوحة الخطية، والتساؤلات الأهم: هل العطر الذي تم استخدامه، له رابط ومعنى شخصي بالخطاط، وما الذي يمكن أن تتيحه الفكرة من دلالة اجتماعية وثقافية وفنية؟ استمراراً لتبني المنظمين للحدث، باستراتيجية الاستقطاب النوعي للزوار من قبل مركز دبي مول، أوضح حمد محمد بن مجرن، نائب الرئيس الأول لمكتب دبي للفعاليات والمؤتمرات في دائرة السياحة والتسويق التجاري، والمشرف العام لملتقى دبي الرمضاني أن التعريف بفن الخط العربي لأكبر عدد ممكن من الزوار بمختلف ثقافاتهم وجنسياتهم، هو السبب الأهم لاختيار موقع الحدث، خاصةً أن المعرض يُعرّف المهتمين بتاريخ الخط العربي عبر مختلف العصور، وصولاً إلى الممارسة المعاصرة، ويوفر ترجمات لشرح نصوص اللوحات باللغة الإنجليزية، إلى جانب أفلام وثائقية تبث تاريخ الخط العربي عبر شاشات تلفزيونية، وأنشطة مجتمعية، يُقدم فيها تذكاراً خطياً لأسماء وحروف أسماء زوار المعرض.