×
محافظة جازان

عام / جموع المصلين يؤدون صلاة الميت على شهيد الواجب المطمي

صورة الخبر

شهر رمضان مناسبة عظيمة للتدبر في الدين الإسلامي والإصغاء إلى العارفين بأصوله النقية من الراسخين في العلم، لا سيما في هذه المرحلة حيث يتجرأ الجهلة على الدين الحنيف ويرتكبون باسمه أبشع ما يتصوره المرء على مدى الزمان. ولأن الخطر كبير ويهدد حاضر الأمة ومستقبلها، كانت الإمارات في مقدمة الجهود العربية والإسلامية لمواجهة هذه الثقافة الظلامية بفكر مستنير وعمل طيب. وككل رمضان تنفتح مجالس الذكر والإرشاد في الدولة، ويفد علماء الدين والخطباء المشهود لهم بالعلم والدراية من مختلف أرجاء الأمة الإسلامية ضيوفاً على رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لدعم رسالة الإمارات الداعية إلى بناء إنسان عربي متحضر يعيش هذا العصر بأرقى مستوياته، محافظاً على أصالته وجذوره في سياق من الاعتدال والوسطية. مساء أمس الأول، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى استقباله كوكبة من العلماء في قصر البطين بأبوظبي، التزام الإمارات مع شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية وعلماء الدين بنشر وترسيخ قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحقيقية البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والعنف، وهو التزام يجد ترجمته في مواقف الإمارات الحاسمة في مواجهة الإرهاب والجماعات التكفيرية، بالتوازي مع إرادة قوية لبناء نموذج إماراتي يؤمن بالتقدم والأخذ بأسباب العلم والقوة، إيمانه بالله واليوم والآخر. هذه المعادلة كانت حاضرة في المحاضرة القيمة التي ألقاها الدكتور الشيخ أسامة السيد الأزهري مستشار الرئيس المصري الذي نزل ضيفاً كريماً في قصر البطين. وشخّص المحاضر في درسه علة انتشار التطرف في الثمانين عاماً الأخيرة بعدما انتشرت تيارات افتقدت مفاتيح الفهم والعلم فعوضتها بحمل السلاح والقتل والتكفير. وما شهدته وتشهده بعض الأقطار العربية من سفك للدماء وإفساد في الأرض هو نتاج عقود من تراكم التأويلات المنحرفة المنظرة للقتل والصلب بحجة واهية تزعم نصرة الدين، ولكنها ألحقت به أفدح الضرر، مثلما عملت على خراب الأوطان وسعت إلى قتل مفهوم الوطنية والانتماء إليها، وقد استفادت هذه التيارات المنحرفة من الثورة في وسائط التواصل فاستغلت معظمها لاستقطاب شبان يغرر بهم لأسباب شتى، وتم ذلك في غياب أجهزة الدول أو تواطؤ بعضها مع انتشار هذه الظاهرة، في حين يفرض التحدي على جميع الأطراف المسؤولة مواجهة الدعاية المتطرفة في القنوات التي تستخدمها، لا سيما عبر الإنترنت وبعض القنوات التلفزيونية التي تنظر، بلا حياء، للفتن المذهبية والتقسيم الطائفي. ما أثبته الدكتور الأزهري في محاضرته يؤكد أن المعركة المفتوحة ضد التيارات الإرهابية لن تكسب إلا فكرياً، من دون إسقاط خيار القوة العسكرية والأمنية، ومثلما أكد الأزهري، فقد ظلت تيارات التطرف عشرات السنين تنظر للعمل الميداني، وحينما اندلعت الاضطرابات، التي شهدتها منطقتنا العربية في السنوات الماضية وتوافقت مع أجندات دولية معينة، اقتنصت تلك التيارات الفرصة لتطبق مشروعها التدميري، ولكنها لن تتمكن حتماً، لأن مشاعل النور والحضارة لن تحجبها أبداً عتمات التخلف والظلامية. وقد بدأت بشائر كثيرة في هذا السياق بعضها صدر من مصر الأزهر والبعض الآخر من الإمارات عبر رسالتيهما الحضاريتين ونموذجيهما الرائعين. chouaibmeftah@gmail.com