عشرون عاماً مضت في الرقابة الصحية تخللها تعليم وتدريب وخبرة سنين مرت، واعتقدت أنها مهنة نؤديها فوجدتها رسالة تكتب وتقرأ.. أدركت مع بداية انطلاقي في الرقابة الصحية انها عنوان للعطاء، للانطلاق الإيجابي لصحة الناس ولخدمة المجتمع.. قناعتي بعد تلك السنين بأنها حاجز لمنع الفساد والإفساد. عملت مع العديد من الرؤساء فوجدت فيهم الأخ والصديق والزميل نتكامل من أجل خدمة الناس.. وعملت مع العديد من المراقبين من مناطق مختلفة فوجدت فيهم نماذج في العطاء والفكر والقناعات، منهم من يشعرك بالحماس والطمأنينة ومنهم من تتعلم منه الانضباط وعدم تجاوز النظام، ومنهم من تختلف معه في الاسلوب ويبقى الاحترام. فيهم غير الإيجابيين غير المنتجين على الإطلاق، إنهم السلبيون المستسلمون طواعية عملاً وفكراً فلا تطور يعنيهم وهم خارج تغطية الزمان.. لا يدركون أن الرقابة أمانة في عنقنا جميعاً فحماية الناس من التسممات الغذائية ومن الظواهر المضرة بصحة أبنائنا ومجتمعنا مسؤولية كبيرة، لا يدركها من يحمل بداخله فكر انتظار راتبه الشهري، ويشعر أن أيام الشهر طويلة فهو بلا هدف بلا جهد بلا طموح. وتطورت الرقابة الصحية بأمانة المنطقة الشرقية وفروعها الممتدة للعديد من المناطق، فاختلف الشكل الروتيني وآلية العمل القديمة من الاعتماد على مركزية القرار الى فكر تفويض الصلاحيات، فالكل يعمل بتخصصه وفق آلية وأهداف محددة، لها من الثواب وعليها من العقاب ما يصحح المسار من اجل التطوير. وانطلقنا نصحح الأخطاء ونكثف العطاء ونشكل الفرق واللجان ونحدث آلية العمل الرقابي بمنطقتنا، مستخدمين جميع التسهيلات من نماذج حديثة ومعدات وأجهزة مساعدة، ووصلنا للرقابة الإلكترونية بإدخال البيانات من موقع الحدث مباشرة واتخاذ اجراء عاجل عبر الأنظمة الالكترونية. إننا نساير العالم في الاخذ بمقومات التطور واستخدام التقنية الحديثة في تحسين الرقابة الصحية بمنشآتنا الغذائية. نقلل الجهد الشخصي ونسبة الاخطاء ونستفيد بفاعلية من الامكانات المتوفرة ومن دعم مصدر القرار.. إنها خطوط عريضة لسنين طويلة من التدرج وتحسين الاداء، طموحنا المزيد من العطاء المزيد من الجهد والإيجابية في تنفيد المهام. ونحن في مشوار الأفكار سنركز بمشيئة الله مستقبلاً بأمانة المنطقة الشرقية على موضوعين نراهما غاية في الأهمية: أولها، دراسة تطبيق التصنيف بالمنشآت الغذائية وخصوصاً المطاعم أسوة بالمناطق والمنشآت السياحية معتمدين على شروط الوزارة الصحية وتطبيق نظام الحاسب والأيزو في تحديد التصنيف للمنشآت الغذائية.. وثانياً دراسة فكرة تطبيق الخصخصة عبر شركاء متخصصين في الجودة الصحية والرقابة المهنية، ودمج مراقبينا وأطبائنا في برنامج الخصخصة؛ للاستفادة من أعلى الخبرات وأفضل آليات العمل العالمية في مفهوم الرقابة الصحية. نحن بأمانة المنطقة الشرقية طموحنا كبير وعزمنا بمشيئة الله شديد..وانتظرونا على الموعد مع كل جديد يساهم في حماية المستهلك من الأضرار الصحية.