×
محافظة المنطقة الشرقية

الداعية عبد العزيز الريس يدعو خليفة “داعش” البغدادي للمناظرة

صورة الخبر

وضعت جماعة الحوثيين اليمن على سطح صفيح ساخن وأدخلته نفقا مظلما لن ينتهي بخير لأن السلوك السياسي للجماعة لا يتناغم مع مقتضيات العملية السلمية ويتناقض مع اتفاقية الشراكة التي اختطفتها ثم تجاهلتها بتعمد فاضح، وذلك وضع لا يمكن أن يحقق أي سلام سياسي أو مجتمعي وإنما يشعل البلاد ويقف بها على أعتاب الحرب الأهلية التي حذر منها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كنتيجة منطقية لما يحدث من تدمير وإقصاء. السلطة السياسية ليست تقسيما عشوائيا لكل طرف يحمل السلاح، ذلك يعني استخدام منطق القوة بعيدا عن الممارسة الشفافة التي يفترض أن تحمي العملية السياسية من اختراقات الطوائف والجماعات، لأننا بهذا الحال نحصل على طائفية سيئة، تتكون من الحوثيين والقاعدة وبعض الجيوب القبلية يضاف اليها الحراك الجنوبي، وهذه الأطراف لا يتوقع لها - في ظل الأداء الحوثي الحالي - أن تجلس الى طاولة واحدة تعالج جراحات اليمن الجريح. بدأت القاعدة فعليا في النشاط ولا شك ترغب في نفوذ الى جانب قتال الحوثيين، لأن المعادلة في هذا الإطار قائمة على السنة والشيعة، وهناك قبائل سبق وحذرت الحوثيين من الاقتراب من مواقعها وهي على استعداد للقتال ضدهم، فيما بدأ مسلحو اللجان الشعبية الجنوبية الموالون للرئيس ​اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي نشاطهم بالسيطرة على مؤسسات حكومية مهمة في محافظة عدن، من بينها مقر التلفزيون الحكومي. ووفقا لذلك فإن المعادلة قائمة على توزيعات طائفية وجهوية انتجها استبداد الحوثيين ولهاثهم للسيطرة على البلد بدءا من الخطأ الاستراتيجي بالصعود الى السلطة بالقوة العسكرية وإقصاء الرئيس وفض اتفاقية الشراكة التي كانت أكثر الأدوات السلمية التي ينبغي أن تنتهي الى عملية ديموقراطية تجنب اليمن تداعيات الاستحواذ على السلطة من قبل طرف واحد له أجندة خاصة به يرغب في فرضها كأمر واقع. الحوثيون لا يمكن أن يقنعوا اليمنيين بسلامة نهجهم السياسي وأهدافهم النهائية لارتباطهم الصريح بإيران، ولم تكن لتأتيهم الجرأة للقيام بما قاموا به من استحواذ على السلطة ومؤسساتها في العاصمة دون حافز إيراني يغطي ظهرهم، ولذلك لن ينجحوا في إدارة الدولة حسب رؤيتهم ومنهجهم السياسي، وعليهم الاستعداد لمعركة طويلة مع أكثر من طرف لن يسمح لهم بالسيطرة على المسار السياسي، وحين نضيف الى ذلك ضغط المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن فإنهم يصبحون أكثر عرضة لمزيد من النيران التي تحرمهم من الاستمتاع بالسلطة التي استولوا عليها دون تفويض سياسي من الشعب اليمني صاحب القرار في هذا الشأن. خروج الحوثيين من المعادلة الوطنية اليمنية بات أمرا واقعا لم يتحسبوا له، وذلك شأنهم، ولكن الأسوأ ادخالهم البلاد في فوضى وصراع يقضي على الأخضر واليابس، لمجرد أنهم حلموا بالسلطة، وهو الحلك الذي تحول الى كابوس يهدد اليمن بأسره. وفي الغالب لن تتوقف ردة فعلهم عند السيطرة على السلطة، ولو بصورة محدودة، وإنما يتوقع أن يبدؤوا مناوشات مع الجيران وخنق لمضيق باب المندب، حيث الملاحة الدولية لتخفيف الضغط عليهم، وحينها يعودوا الى المسار الإجرامي الذي يتوافق مع أهدافهم غير المعلنة ويصبحون هدفا مشروعا لتلقّي ضربات تعيد اليهم رشدهم والاكتفاء بوزنهم السياسي والديموغرافي الحقيقي الذي لن يؤهلهم للوصول الى السلطة المطلقة، إن بقي اليمن سالما. باحث اجتماعي