×
محافظة المنطقة الشرقية

«جيش الفتح» يتقدم في ريف إدلب

صورة الخبر

كل ما حولنا ضجيج وصراخ. الكل يتكلم، والكل يريد إثبات نفسه وصحة وجهة نظره. التلفزيون صاخب والراديو يبث أكاذيبه المعتادة، والموسيقى صادحة بنشاز. والمذيع يتلعثم ليخفي جهله وفقر موهبته. الشارع والبيت والعمل، زعيق متواصل. هذا يناقش، وهذا يجادل، هذا يعترض، وهذا يحلل. نعيش في فقاعة إزعاج. وهو التلوث الأخطر. التلوث المسكوت عنه. التلوث الأكثر انتشاراً وشيوعاً. انه كالفيروس المتسلل تحت جلدنا، الفاتك والمسيطر دون علمنا، ونحن نسبح فيه. وربما غرقنا فيه ولم ندرك بعد. فإن طالعت مواقع الأخبار في الانترنت، للصحف والقنوات لمتابعة أخبار وأحداث. وقرأت التعليقات، ماذا ستجد. الناس لا يعلقون على الحدث أو الخبر بل يتبادلون اللكمات والشتائم والسباب. هذا يسب أمه وهذا يشتم طائفته، وهذا يشارك لمجرد المباهاة وفتل العضلات. غباء في غباء، وسذاجة وجهل. لماذا؟، لأنهم تناسوا العقل وكنوزه من حكمة وهدوء. وانساقوا خلف الانفعال والهيجان. ما الفرق بين البهيمة اللاهثة بهيجان وعدوانية وبين إنسان يتقن فن الاستفزاز؟. إنهما واحد. هي بهيمة، لكنه اختار النزول لمستواها حين ألغى عقله الذي خصه الله به. شبعنا كلاماً وزعيقاً وإزعاجاً. نحتاج الآن الانتقال لصف المتأملين، وتعلم فن الإنصات وممارسة الصمت قليلاً وهو ما يسمى في العصر الجديد بثقافة الـ zen. وهناك بالفعل تمارين علمية جادة لتعلم الصمت وتنظيم التنفس في رياضة اليوجا. الصمت علم وفن معاً. لأنه يرتقي بنا لمراتب عليا، ويأخذنا للتسامي. فكلما صمتنا. قل انفعالنا، ونال العقل فرصته للتفكير والتأمل والتحليل وازددنا ذكاء. وكلما أنصتنا، فهمنا واتسعت مداركنا، تقبلنا الآخر وتعلمنا التسامح والمصافحة. أصبحنا مسالمين وكففنا عن الناس أذانا. الصمت حديث. انه حديث العقل والحكمة والأخلاق. تعالوا نتحدث بالصمت.