بين أشكال الفراشات والرجل الآلي والأبراج الشاهقة أو الدرّاجات النارية والسيارات والأحصنة، تأخذنا القطع الفنية المعروضة في صالة الطاير للسيارات، إلى جماليات وقطع من الفن الحقيقي، أُنتجت من خلال قطع غيار السيارات فقط. يقدم المعرض الذي يضم أكثر من 90 قطعة جمالاً فنياً من نوع مختلف، فهو يبرز كيف تحولت الأدوات المعدنية إلى تحف مميزة، بعضها يحمل صلابة الحديد وصلابة السيارات التي أخذت منها، وأخرى كانت شديدة الرقة وباتت قطعة فنية أنيقة ببساطتها والألوان التي أدخلت عليها. دبي حاضرة لم تغب دبي أو الطبيعة عن المعرض، فبرزت الأبراج الشاهقة من خلال مجموعة الأبراج، فعرض أكثر من تصميم لبرج خليفة وبرج العرب، وصمموا من قلب مبرد المحرك وحزام المحرك والصمامات، بينما ظهرت الطبيعة أيضاً من خلال شجر النخيل، وبعض الزهور التي تنبت في البيئة. يحمل المعرض 98 قطعة فنية، تمثل الدراجات والسيارات الآلية النسبة الكبرى منها، حيث تشمل القطع المعروضة الكثير من الدراجات وكذلك السيارات القديمة الشكل أو السريعة والرياضية. الآلات العسكرية، كان لها حصة أيضاً من خلال المعرض ومن ضمن السيارات، حيث جسدت بشكل مميز، فكانت الأقرب من بين المعروضات إلى التجسيد الواقعي للآلة، ولاسيما التي أخذت ألوان الطلاء العسكري. وإلى جانب التجسيد المباشر للآليات والسيارات، ضم المعرض مجموعة من القطع على شكل رجل آلي، أو حتى رأس الحصان، الذي كان من الواضح أنه القطعة الأكثر تعقيداً في المعرض، لجهة عدد القطع الموجودة فيه، وكذلك الأسلوب الذي صمم به. ولم تغب دبي أو الطبيعة عن المعرض، فبرزت الأبراج الشاهقة من خلال مجموعة الأبراج، فعرض أكثر من تصميم لبرج خليفة وبرج العرب، وصمموا من قلب مبرد المحرك وحزام المحرك والصمامات، بينما ظهرت الطبيعة أيضاً من خلال شجر النخيل، وبعض الزهور التي تنبت في البيئة. ومن الجانب الآخر، تأخذنا التصاميم، إلى عالم يفيض منه اللون، من خلال تحويل شبكة مبرد المحرك ومصابيح التوقف إلى فراشات ملونة، وكذلك صنع طائر البجع من مبرد المحرك وعدسات المصابيح ومقبض الباب. في حين نرى ان القطع المعدنية بدت كأنها آلات موسيقية قادرة على إنتاج الموسيقى بشكل واقعي من خلال تصميم الغيتار، الذي حاكى الشكل الواقعي للآلة بنسبة متطابقة. وقال مدير عام خدمات ما بعد البيع في الطاير، بولس مسعود، إن الفكرة بدأت من مسابقة أو نشاط ضمن مشروع الارتباط الوظيفي، وكان الهدف منه أن نبرز النواحي الفنية في شخصية الموظفين ومن دون قيود أو معايير، فكانت لهم كامل الحرية لتقديم أي عمل فني يرونه مناسباً. وأضاف كان الشرط الوحيد استخدام قطع سيارات قديمة وغير صالحة للاستخدام، أولاً كي يكون الموظف قريباً من جو عمله، وثانياً كي تكون عملية إعادة تدوير، وقد برهنوا عن قوة ابتكار رائعة، وأسلوب فني مميز في تركيب هذه القطع. ولفت إلى أن المتوقع من المشروع كان انتاج نحو 26 قطعة، ولكن النتيجة فاقت التوقعات، بحيث أنتجوا وخلال ستة أسابيع 98 قطعة فنية من خلال 11 مركزاً. شارك في إنتاج القطع المعروضة، كما أوضح مسعود، نحو 350 موظفاً، معظمهم من الفنيين العاملين في تصليح السيارات ولا يحملون خلفية في الفن أو النحت، لكنهم تمكنوا من ابداع القطع، ولاسيما أنهم عملوا ضمن فرق، فلم تكن هناك أعمال فردية مستقلة. وأشار مسعود الى أن القطع الموجودة تتفاوت بين التي تتطلب الدقة والمهارة في التنفيذ، والتي تحمل البساطة في الفكرة لكن الصعوبة في الرؤية، فبعض الأعمال نتجت من فكرة بسيطة كالكوبرا، التي صممت من ثلاث قطع فقط. وحول الأهداف من وراء المسابقة، شدد مسعود على ان زيادة الترابط الوظيفي تأتي في طليعتها، ومن ثم زيادة الوعي حول البيئة وإعادة التدوير، فكل القطع التي استخدمت كانت من ضمن القطع التي ليس هناك من مجال لاستخدامها، والتي تتلف وتشكل مشكلة بيئية، حتى الصناديق التي عرضت عليها القطع الفنية، كانت مكملة لفكرة إعادة التدوير، فقد تم استخدام الصناديق التي تجلب بها القطع والبضائع للعرض. أما تطوير المعرض فهو قائم، وبين مسعود، أن الأعمال تعود للموظفين، وبالتالي سيجري استبيان مع المشاركين حول التعاطي مع القطع، وهناك أكثر من احتمال، فمن الممكن ان تطرح في مزاد خيري، أو أن تعرض في صالة فنية. وحول الخلفيات والجنسيات التي يحملها المشاركون، أكد مسعود أنهم ميكانيكيون، ومنهم من يعمل في الطلاء، منوهاً بأن الدرس الذي يمكن أن يكتشفه المرء من هذه التجربة، هو ان منح الناس الحرية للتعبير سيجعلهم يبدعون ويقدمون ما يفوق التوقعات. أما الجنسيات من المشاركين فهي متعددة، وان النسبة الكبرى من الموظفين في هذه المجموعة هي من الفلبين وسريلانكا، بينما تعد نسبة العرب الأقل في هذا المجال. كما ان الفرق حين عملت كانت من ثقافات متنوعة، وقد عكست حال دبي بطريقة جميلة. أفكار من البيئة شدّد بولس مسعود على أن مبدأ تنفيذ رجل آلي من قطع سيارات موجود على الإنترنت وبكثرة، لكن أن يقدم قطعاً فنية عدة، منها المتعلق بالدراجات أو السيارات الصغيرة، كله ذلك يعد من الأمور التي لم يُر مثلها في السابق. وأوضح أن جميع التصاميم والأفكار كانت متروكة للمشاركين، فلم تحدد لهم زوايا معينة، لكنهم قدموا أفكاراً من البيئة والمحيط، ولهذا شهدنا تنفيذ أكثر من قطعة لبرج العرب وبرج خليفة، والحصان، وغيرها من متعلقات البيئة، علماً بأن الشروط الثلاث الرئيسة كانت في أن تكون قطع السيارات قديمة، والالتزام بالمدة الزمنية وهي شهران، وتقديم ملحق بالقطع المستخدمة في التصميم. وأشاد بالجهد الذي بذل في تنفيذ القطع، فبعضها حمل الكثير من التعقيد، وكان بحاجة الى تركيب قطع السيارات بمرونة، ولاسيما المشروعات التي لم تحمل قصاً وقطعاً ودهناً، فقد استغرقت الكثير من الجهد الذي بذله الموظفون بعد دوامهم وفي أوقات فراغهم. أرقام تحت عنوان الإبداع في إعادة التدوير، أطلت هذه الأعمال الإبداعية جرّاء تنظيم مسابقة للفنيين العاملين لدى الطاير للسيارات وبريمير موتورز، وذلك من الأسبوع الأخير من فبراير إلى نهاية أبريل المنصرم. وقد شارك في هذه المسابقة نحو 400 من الفنيين من 11 موقعاً في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل اختبار قدراتهم الفنية التي أسفرت عن إبداع 98 قطعة فنية. وقد اقترح المشاركون ان تقدم هذه القطع كهدايا للشركات، أو ان تعرض في معارض الشركة، ومن الممكن أن يقام المعرض بشكل سنوي أو مرة كل سنتين.