من اندرو داوني ساو باولو 20 يناير كانون الثاني (خدمة رويترز الرياضية العربية) - تدفع البنية التحتية الأفضل والرواتب الأكبر التي تدفع في مواعيدها موجة جديدة من البرازيليين للهجرة الى الصين إذ ينتقل لاعبون ومدربون من أجل المال واستقرار نسبي على صعيد كرة القدم. ووقع اثنان من أبرز اللاعبين في دوري الدرجة الأولى البرازيلي لناديين صينيين هذا الاسبوع لينضما لعشرات اللاعبين الموجودين هناك بالفعل. وترك دييجو تارديلي (29 عاما) فريقه البرازيلي اتليتيكو مينيرو من أجل شاندونغ لونينغ في بداية الاسبوع مقابل أكثر من خمسة ملايين دولار ودفع قوانغتشو إيفرجراند بطل الصين نحو ثلاثة أضعاف ذلك من أجل ريكاردو جولارت لاعب الوسط المهاجم الذي كان ثالثا في قائمة هدافي الدوري البرازيلي العام الماضي. ويبلغ عمره 23 عاما فقط. وانضم اللاعبان مؤخرا لتشكيلة منتخب البرازيل وينظر الى رحيلهما كمؤشر على الاغراء المتنامي الذي تمثله الصين. وقال كوكا مدرب اتليتيكو مينيرو السابق الذي ضم تارديلي الى شاندونغ لونينغ الصين تذكرني كثيرا باليابان في السنوات الماضية. وأضاف السوق الياباني كان قويا ونظروا الى البرازيل من أجل تعلم قيم كرة القدم. وتابع هذا ما يحدث في الصين اليوم. يحاولون التعلم من مدارس مختلفة وأن يأتوا بلاعبين من العديد من الدول المختلفة. وقال كوكا - الذي انتقل للصين بعدما قاد أتليتيكو مينيرو لإحراز لقبه الأول على الاطلاق في كأس ليبرتادوريس عام 2012 - إن ظروف العمل في الصين أفضل من حتى أكبر الأندية البرازيلية بسنوات ضوئية. وأبلغ رويترز يوم السبت بعد خسارة شاندونغ 3-1 أمام بالميراس في مباراة ودية تسبق بداية الموسم لا يوجد فريق في البرازيل يمتلك بنية تحتية مثل الفريق الذي أقوده في الصين. الملاعب سهلة هنا.. نمتلك سبعة ملاعب كل واحد أفضل من الآخر. كل لاعب يمتلك جناحا خاصا. لدينا أحدث ما يمكنك تخيله من حيث البنية التحتية. واستورد الدوري الصيني الممتاز لاعبين من دول مختلفة مثل البوسنة وجاميكا وزامبيا - إذ يحق لكل فريق التعاقد مع خمسة لاعبين أجانب - وقال كوكا إن جلب الأشخاص المناسبين يبقى تحديا حقيقيا سواء داخل أو خارج الملعب. وقال سأصطحب معي مسؤولا عن أطقم اللعب قمنا بتعيينه. كل لاعب هناك يقوم بغسل طاقم اللعب الخاص به. سنصطحب طبيبا أيضا. يمتلكون أطباء جيدين هناك لكنهم يفتقرون للخبرة. لا يوجد لديهم تغذية.. الأمر غير متوازن مثل هنا. قبل المباريات يأكلون أشياء لا يمكنك تخيلها. لذا الأمر يعود للمدرب أن يساعد في هذه النوعية من التطور الاحترافي أيضا. * أموال طائلة لكن أكبر اغراء هو المال وراحة البال. وربما تصبح الصين أحد قوى كرة القدم في المستقبل لكن اللعبة هناك استغرق تطورها بعض الوقت. وتأهلت الصين لنهائيات كأس العالم مرة واحدة فقط في 2002 عندما خسرت كل مبارياتها دون أن تسجل أي هدف إلا أنها بلغت دور الثمانية في كأس آسيا الحالية باستراليا. ورغم قدراتها الهائلة وقدرتها على التفوق إلا أنها لم تفز باللقب القاري قط وكان أفضل مركز لها الثاني في 1984 و2004 عندما استضافت البطولة على أرضها. لكن متوسط الحضور الجماهيري في الدوري المحلي أكبر من البرازيل بدون إلقاء الضغوط نفسها على اللاعبين. ويقول اللاعبون إنه يلعبون في سلام ويحصلون على رواتب ضخمة في المقابل. وقال الويزيو الجناح البرازيلي لشاندونغ لرويترز أتقاضى أربعة أضعاف ما كنت أحصل عليه في ساو باولو. كان عرضا لم أستطع رفضه.. كان مستبقلي ومستقبل أسرتي. وتدفع الأندية الصينية للاعبيها الضرائب ويحصلون على رواتبهم في مواعيدها على عكس البرازيل حيث تعني سوء الادارة المالية لأغلب الأندية أن اللاعبين لا يتقاضون رواتبهم لأشهر في المعتاد. وقال كوكا في البرازيل يذهب نحو ثلث الراتب للضرائب ومن الصعب الحصول على الراتب. في الصين تضمن حصولك على راتبك في موعده. لن أكذب.. جئت الى هنا في البداية لأضمن الاستقلال المالي. ويؤكد كوكا أن الجوانب الثقافية كانت مغرية أيضا. وزار كوريا الجنوبية وتايلاند واليابان لخوض مباريات في دوري أبطال آسيا ويمكنه مواجهة شخصيات مثل مارشيلو ليبي الرجل الذي قاد ايطاليا للفوز بكأس العالم 2006 وهو الان مدير كرة القدم في قوانغتشو. ومع ذلك حذر كوكا مواطنيه بأن يحسبوا العواقب قبل الانتقال شرقا. وقال البرازيليون الذين يذهبون مثلي يجب أن يدركوا أنهم سيختفون. الإعلام لا يرى ما تفعله. إذا سجلت ثلاثة أهداف في الصين وهدفا واحدا في البرازيل فان الهدف الوحيد يساوي أكثر. يجب أن يفكر اللاعبون طويلا بشأن الأمر مع عائلاتهم. (إعداد أحمد ماهر للنشرة العربية - تحرير سامح البرديسي)