أكد الوفد الإيراني الذي توصل إلى اتفاق لوزان مع الدول الست المعنية بملف طهران النووي، أنه «لا يخفي شيئاً» عن الشعب، فيما أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإتاحة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي للوفد تقديم «تنازلات» أتاحت إبرام الاتفاق. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست ليل أمس أن واشنطن وطهران «لم تتّفقا بعد في شأن تفاصيل تخفيف العقوبات» على إيران. وزاد أن الإدارة الأميركية تعتبر أن «ليس من الحكمة رفع العقوبات في اليوم الأول» من تطبيق اتفاق نهائي محتمل. وأكد وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز أن الاتفاق النهائي الذي تسعى الولايات المتحدة وإيران إلى إبرامه، يجب ألا يُحدَّد بفترة 10 سنين، بل أن يُعتبر «اتفاقاً أبدياً» في مراحل أولية. وأضاف أن الصفقة ستتيح «وصولاً وشفافية يُعتبران سابقة» للبرنامج النووي الإيراني، لافتاً إلى أنها لا تستند إلى الثقة بطهران، بل إلى قيود صارمة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقلّل مونيز من تباين أميركي – إيراني في تقديم اتفاق لوزان، مؤكداً أن لدى الجانبين موقفاً متشابهاً في شأنه، ومعتبراً أن خلافاتهما ترتبط بما اختار كل طرف التركيز عليه، لا بفحواه. وقال حميد بعيدي نجاد، عضو الوفد الإيراني المفاوض: «نحمد الله أننا لا نخفي شيئاً عن شعبنا، سندعم هذا التفاهم وندافع عنه على كل المستويات». ودعا مواطنيه إلى «الثقة بالوفد المفاوض والاعتماد عليه»، مؤكداً أن «قائد الثورة (خامنئي) والرئيس (حسن روحاني) كانا على اطلاع تام على مسار المفاوضات». وكان أوباما وصف اتفاق لوزان بأنه «فرصة تأتي مرة واحدة في الحياة»، ووضعها في إطار «عقيدة» تنتهجها إدارته في السياسة الخارجية. وكرّر في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الإيرانيين «لن يملكوا سلاحاً نووياً» خلال عهده، مستدركاً أنه يأمل بإبرام اتفاق نهائي «يبشّر بعهد جديد في العلاقات الأميركية - الإيرانية، ومع مرور الوقت، بحقبة جديدة في علاقات إيران مع جيرانها». لكنّه رجّح أن يواجه تطبيق أي اتفاق نهائي «صعوبات سياسية» في إيران والولايات المتحدة. وتطرّق أوباما إلى رسائل تبادلها مع خامنئي، لافتاً إلى أن المرشد ذكّره «بما يعتبره مظالم سابقة ضد إيران». واستدرك أن خامنئي «منح مفاوضيه فسحة وقدرة على تقديم تنازلات مهمة» أتاحت التوصل إلى اتفاق. وزاد: «على رغم أنه يرتاب بشدة من الغرب... إلا أنه يدرك أن العقوبات التي فرضناها أضعفت إيران على المدى البعيد، ويريد أن يراها تعود مجدداً إلى مجتمع الأمم». واعتبر الرئيس الأميركي أن أي إضعاف لإسرائيل خلال عهده أو بسببه سيشكل «فشلاً جذرياً» لرئاسته، «استراتيجياً وأخلاقياً». وقال أنه سيُبلغ دول الخليج خلال قمة مرتقبة في منتجع كامب ديفيد في الربيع، أن عليها أن تكون أكثر فاعلية في معالجة الأزمات الإقليمية، وأردف: «أعتقد بأنه عند التفكير في ما يحدث في سورية مثلاً، هناك رغبة كبيرة في دخول الولايات المتحدة هناك وفعل شيء. لكن السؤال هو: لماذا لا نرى عرباً يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي تُرتكب ضد حقوق الإنسان، أو يقاتلون ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد»؟ وأضاف أنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، وطَمأنتهم إلى دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج. وتابع: «هذا ربما يخفف بعضاً من مخاوفهم ويتيح لهم إجراء حوار مثمر مع الإيرانيين». واستدرك أن أكبر خطر يهددهم ليس التعرّض لهجوم محتمل من إيران، بل معالجة تحديات في الداخل. وقال أن على أميركا أن تتساءل «كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلدان، لكي يشعر الشبّان السنّة بأن لديهم شيئاً آخر يختارونه غير (تنظيم داعش). هذا حوار صعب نجريه، ولكن علينا المضي فيه».