واصلت ألمانيا حشد أكبر عدد ممكن من الوفود الاقتصادية والاستثمارية والتجارية المتوجهة إلى العاصمة السعودية، لعقد صفقات جديدة في مختلف المجالات، الأمر الذي رفع حجم الصادرات الألمانية إلى السعودية العام الماضي إلى أكثر من 9 مليارات يورو. ويبحث حاليا وفد يضم مسؤولين من وزارة الشؤون الاقتصادية من ولاية راينلاند بفالتس الاتحادية الألمانية في الرياض تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولاية الألمانية، من خلال شراكات في قطاع الرعاية الصحية وصناعة المواد الغذائية والمشروبات وكذلك القطاع المصرفي. وقال أندرياس هيرغنروتر، مفوض التجارة والصناعة الألمانية لدى دول السعودية والبحرين واليمن «هذه الحركة المستمرة للوفود الاقتصادية بين البلدين ترجمة لحقيقة العلاقات الوثيقة بين الرياض وبرلين، مما يؤكد عمقها واستراتيجيتها»، مبينا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «بلاده تعتبر ثالث أهم مورد للسعودية من تبادل الخبرات والتقنية في مختلف المجالات». وأضاف هيرغنروتر «ألمانيا عازمة على المضي قدما في تعزيز علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع السعودية، بشكل متصاعد يوما بعد يوم، وذلك لخلق علاقات استراتيجية وشراكات تجارية فاعلة، فضلا عن الاستثمار في الابتكارات الجديدة»، مشيرا إلى «أنها تمثل محفزا قويا للشركات الصغيرة والمتوسطة». ولفت هيرغنروتر إلى أن «التسهيلات الكبيرة التي أطلقتها الجهات المعنية السعودية للشركات الألمانية أثمرت عن نمو التبادل التجاري بين الجانبين، والذي من المتوقع أن يتجاوز 9 مليارات يورو بكثير في عام 2015». وتوقع هيرغنروتر أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة استئناف المحادثات التي تتعلق باتفاقية التجارة الحرة بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن السعودية تمثل الريادة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط. ونوه هيرغنروتر بأن الاقتصاد الألماني يقود حاليا حركة السوق الأوروبية نحو السوق العالمية في الكثير من المجالات الصناعية، مبينا أن صادرات بلاده إلى جميع أنحاء العالم بلغت خلال 2014 أكثر من 1.1 تريليون يورو، وأن اقتصاد بلاده ثاني أهم مصدر للصادرات في العالم. وبحث الوفد الألماني سبل تعزيز الشراكات بين قطاعي الأعمال في البلدين، مع عدد من ممثلي القطاع بالمملكة، فضلا عن زيارات بعض المناطق الصناعية، حيث صحب ذلك إقامة معرض كتالوغات حضره ممثلو الشركات الألمانية العاملة في السوق السعودية وكذلك رجال الأعمال السعوديون. شارك في لقاء الأعمال السعودي - الألماني بالرياض أكثر من 21 شركة ألمانية تعرض منتجاتها بتخصصات مختلفة بجانب معرض الكتالوغات الألمانية في السعودية التي ينظمها مكتب الاتصال الألماني - السعودي للشؤون الاقتصادية. وتنوعت تخصصات الشركات الألمانية المشاركة في المعرض، حيث ضمت شركات في قطاع الإنشاءات الهندسية، والأزياء ونمط الحياة، والاتصالات، والبيئة، والمواد الكيميائية، والبنية التحتية، والصناعات، والبتروكيماويات، وإعادة التدوير، والتكنولوجيا الطبية، والأمن والسلامة. كما شاركت شركات ألمانية في مجالات المياه ومياه الصرف الصحي والاستشارات والغذاء، حيث استطاعت أن تخلق علاقات تجارية وصناعية ومع الشركات ومؤسسات في السعودية.