إلهام القادة، تمكين الشعوب، وريادة التغيير في آسيا، هذه هي الشعارات الثلاثة التي وضعتها مجلة «ماجازين إن» أهدافا لها، تحققها بكثير من الكتابة والتحليل، والسفر والتحقيق، ودعوة أقلام آسيوية وعربية لبناء جسر من التفاهم الحقيقي، والفهم المشترك، حاولت وسعت ونجحت خلال عامين من أن تحقق ذلك، مثلما ترغب وتعمل لمزيد من التطور. الملف الأساسي يعالج ـ كما يشير موضوع الغلاف الذي صممه الفنان راؤول إعجاز ـ مسألة انفصال وتوحيد الكوريتين، الشمالية والجنوبية، فمنذ 1950 حتى 2015 سالت أحبار كثيرة، مثلما سالت دماء أكثر قبلها وخلالها، تناقش هذا الموضوع الشائك، الذي آلم ولا يزال الملايين في طرفي حدود المنطقة المنزوعة السلاح. واختارت «ماجازين إن» ضمن موضوعاتها الافتتاحية القصيرة أن تثير موضوعا في غاية الأهمية، تعقيبا على تقرير نشره برنامج البيئة للأمم المتحدة (UNEP)، يقول إن معظم الأربعين مليون طن من النفايات الإلكترونية التي يتخلص منها العالم يتم دفنها أو الاتجار فيها بشكل غير قانوني في قارتي آسيا وأفريقيا. يشمل ذلك أجهزة تلفزيون، وحواسيب محمولة، وهواتف نقالة مستعملة، وأجهزة طبخ قديمة. كما اتخذت «ماجازين إن» خبر لقاء البابا فرنسيس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أيام قليلة على إعلان الفاتيكان العزم على توقيع أول اتفاق مع دولة فلسطين، مثيرا بذلك غضب دولة الاحتلال الاسرائيلي. وتعتبر السلطة الفلسطينية الفاتيكان واحدة من الدول الـ136 التي اعترفت بدولة فلسطين.قضية الديكتاتور العادل تظهر مجددا بعد وفاة رئيس وزراء سنغافورة الأسبق، إذ يكتب الصحافي المرموق آيفان ليم، سنغافورة، عن أيقونة بلاده الراحل لي كوان يو، تحت عنوان: أراد أن يخافه الناس، لكنه يظل معشوقهم. دكتاتور عادل آخر، ولكنه يأتي من قلب التاريخ، يحدثنا عنه أشرف أبو اليزيد، الذي سافر إلى راجستان، ليحدثنا عن شخصية السلطان أكبر بعد 400 سنة، من وفاته عبر رحلة شملت رقعة جغرافية كبيرة تشير إلى اتساع ملك السلطان الذي شهد نشاطات عسكرية، وصولا إلى بلاط السلطان الذي كان قبلة المؤرخين ومَحج الأدباء ومجلس المفكرين وقاعدة العقائد والمذاهب، ومدرسة العلماء، ومنهم من كان مقربا في «مجلسه الخاص/ خاص - ي - محل»، الذي سمي في جُل الكتابات التاريخية «عبادت - خانه» أو «مكان العبادة». نحن هنا في دهلي التي تمثل، مع سلطانها،مركز الهندوستان، ونهاية طبقة سلاطينها، وتنشر «ماجازين إن» المقال بعدسة المخرجة فاطمة الزهراء حسن. أما أخطر القضايا التي تعانيها باكستان اليوم فيبرزها الصحافي المخضرم نصير إعجاز حول التعليم، فعلى الرغم من أن الحكومة تنفق الكثير على التعليم، فهو في حقيقة الأمر تعليم بلا وجود، كما يعبر عنوانه: الأشباح تطارد نظام التعليم العام في باكستان، ويرى أن عشرات آلاف المدرسين يتقاضون رواتب عالية لكن لا وجود للآلاف من مدارسهم! وتلتقي الإعلامية الفيليبينية آلين فيرير الراهب الكوري مومون، تحت عنوان: هناك الكثير من البوابات التي تصل بنا إلى الحقيقة. يخبرها الراهب، بعد طقوس حفل شاي مشترك، بأن هناك 300 مليون بوذي حول العالم يتطلعون بشغف إلى حياة السلام ما بعد البعث، حيث يقضون حينها حياة خالدة في الوساطة الروحانية، والإحسان، واتباع تعاليم المعلم البوذية. الأمر يشبه الإيمان الكاثوليكي، يقول الراهب الكوري مومون، المحك الحقيقي هو أن يظل المرء عادلا وصادقا وأن يتجنب المسلك الشر كي يسمو بنفسه إلى مرتبة أرقى.