لا أدري هل يوجد تقدير ولا أقول دراسة، عن احتياجاتنا من المياه المحلاّة للعشر سنين القادمة؟ أشكّ في ذلك رغم أنّ المياه هي همّنا المقيم وشغلنا الشاغل الآن وفي المستقبل، ذلك أنّ الوزارة المنوطة بالتخطيط تكاد تكون مشلولة، وقد عجزت كما كتبت الصحف عن صرف ميزانيتها، ولم تتجاوز نسبة ما صرف عن 50، ولا حيلة لنا غير صرف النظر عنها، والأمل ولو أنّه ضعيف أن تكون لدى وزارة المياه فكرة، ومرة أخرى لا أقول دراسة عن هذه الاحتياجات، مرة ثانية أشكّ في ذلك، فهي فيما ثبت تعمل سداح بداح بدون خطة، وبدون حساب لما يقتضيه المستقبل من توسع في السكان والحاجة إلى المياه، إذ ما أن تنتهي من بناء محطة في منطقة ما حتى تكتشف أنّها لا تلبيّ حاجة المنطقة، ومثل هذه الدراسة ضرورية حتى نعرف ما نحتاجه من الطاقة التي تشغّل محطات التحلية التي تبنى الآن وفي المستقبل، ونحن هنا إزاء قضية مصيرية فنحن نستخدم مشتقات النفط كمصدر لهذه الطاقة، وهذا لا يمكن أن يستمر ولو حدث فلن نجد قريبا قطرة بترول نصدّرها، وقد سبقتنا دول كثيرة في الاستغناء عن النفط واستخدام طاقة بديلة متجددة، على أننا أخيرا أقدمنا على وجل على تجربة استخدام الطاقة الشمسية في مشاريع التحلية، إذ ستنشأ محطة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في الخفجي تنتج 60 ألف متر مكعب من المياه يوميا، وهذا من قبيل جهد المقل، ولكن لا ضير فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.