وكالات ( صدى ) : ذكرت دراسة أمريكية حديثة، أن السمنة في النساء الحوامل ترفع خطر إنجاب أطفال يعانون من التشوهات الخلقية، وتعتبر السمنة أحد أوبئة العصر التي انتشرت بصورة كبيرة بين النساء والرجال في السنوات الأخيرة. يقول الدكتور شريف عبدالحميد، أستاذ النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس المصرية : أسباب السمنة أهمها طبيعة الحياة ونوعية الطعام الذي نتناوله وعاداتنا الغذائية وطبيعة الحياة الخالية من النشاط، وتتسبب السمنة في الكثير من المشاكل الصحية ليس فقط في مجال النساء والتوليد ومجال الصحة الإنجابية وصحة المرأة، ولكن تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على كافة أجهزة الجسم، فمثلاً تزداد معدلات الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والمشاكل الجنسية مع زيادة الوزن، وبالنسبة للسيدات تؤدي السمنة إلى العديد من المشاكل الصحية في مجال الغدد الصماء وتؤثر على انتظام الدورة الشهرية وعلى كمية التبويض مع كل دورة شهرية، حيث تختزن الأنسجة الدهنية الهرمونات الذكورية والأنثوية وتؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية وتؤثر على خصوبة السيدات، حيث تقل العديد من الحالات التي تتأخر فيها الحمل، ثم يحدث بعد ذلك بعد إنقاص الوزن، ومن أشهر الأمراض الناجمة التي تسببها السمنة بين الفتيات هي مرض تكيس المبايض وضعف التبويض، الذي ينتج من السمنة المفرطة وتأثر مستوى الأنسولين في الدم واضطرابات في هرمونات الذكورة والأنوثة، وقد تؤدي إلى ظهور بعض أعراض الذكورة على الإناث مثل وجود شعر زائد في أماكن الذكورة. أما بالنسبة للحمل فإن السمنة تؤدي إلى زيادة في كافة مضاعفات الحمل، فالسمنة تسبب الزيادة في معدلات الإجهاض في الثلاثة شهور الأولى، وتؤدي إلى زيادة في مقاومة هرمون الأنسولين أثناء الحمل، وبالتالي ظهور سكر الحمل الذي يكون أكثر شيوعاً بين السيدات البدينات، وتعتبر البدانة أحد عوامل المخاطر التي توجب على الطبيب المعالج والمتابع للحمل على إجراء فحوصات أكثر دقة وتعقيداً لاكتشاف مرض السكر الكامن أو الظاهر بين السيدات الحوامل البدينات أكثر من السيدات النحيفات، كما تؤدي السمنة إلى زيادة معدلات تسممات الحمل وارتفاع ضغط الدم وظهور الزلال بالبول، ويعتبر مرض تسمم الحمل من الأمراض المرتبطة بالبدانة وبسكر الحمل وهو يعد من أخطر الأمراض على صحة الأم وعلى صحة الطفل، وتتأثر الأجنة بالسمنة المفرطة، حيث يصاب الأطفال بخلل في معدلات النمو قد تؤدي إلى زيادة في وزن الطفل مع تأخر في كافة أجهزته أو في تأثير الدم المتدفق إلى الجنين، نظراً لترسب الدهون على الأوعية الدموية المغذية للطفل مما يؤدي إلى نقص في معدلات نمو الجنين وزيادة معدلات ولادة أطفال بأوزان أقل من الأوزان الطبيعية. ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد: تزداد حالات الولادة المبكرة بين السيدات البدينات وما لها من إخطار متعددة على صحة الطفل، أما عملية الولادة فتكون أكثر صعوبة بين السيدات البدينات، حيث تزداد معدلات تعسر الولادة وتزداد معدلات الولادة بالمعدات مثل الجفط والشفاط، وهذا يؤدي إلى معدلات عديدة من الأطفال، كما يؤدي إلى زيادة الإصابات بمهبل السيدة بعد الولادة وزيادة معدلات النزيف وعدم نزول المشيمة في وقت معقول بعد الولادة، وتزداد معدلات الولادة القيصرية بين السيدات البدينات وما لها من مضاعفات تبدأ بمعدلات عالية لوفيات الأمهات نتيجة وسائل التخدير المختلفة وتزداد معدلات الإصابة بالجلطات الوريدية بين السيدات البدينات، ولذلك يجب إعطاء كل السيدات البدينات عقاقير لزيادة نسبة سيولة الدم أثناء العمليات القيصرية، وهذه العقاقير لها العديد من الآثار الجانبية وتحتاج إلى رعاية طبية خاصة حتى لا تتسبب في مضاعفات للأم. ويؤكد الدكتور شريف عبدالحميد: السمنة ليس لها تأثير مباشر على زيادة معدلات العيوب الخليقة للأجنة، ولكنها قد تتسبب بطريقة غير مباشرة في زيادة معدلات تشوهات الأجنة وذلك عن طريق الخلل في هرمون الأنسولين وسكر الحمل، الذي يؤدي إلى زيادة العيوب الخلقية عشرات المرات عن المعدلات الطبيعية سواء بالضفيرة العصبية أو بالقلب أو بالجهاز الهضمي أو بالعمود الفقري للجنين، ويمكن تقليل نسبة هذه التشوهات فقط عن طريق ضبط معدلات السكر في المعدلات الطبيعية لمدة ثلاثة أشهر قبل حدوث الحمل أو أثناء الحمل. وهناك نصيحة أخيرة لكل سيدة ولكل فتاة مقبلة على الزواج هي أن تضبط وزنها ليكون في المعدلات المثالية، ويعتبر ضبط الوزن أكثر أهمية بالنسبة للسيدات عن الرجال نظراً لتأثيره السلبي على الصحة الإنجابية.