يقترب يوم التاسع والعشرين من مايو/ أيار، ليزيد الترقب والانتظار لنتائج انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، والتي تدور فيها المنافسة حاليا بين سيب بلاتر، الرئيس الحالي للفيفا، والأمير علي بن الحسين، عضو اللجنة التنفيذية للفيفا، ولويس فيغو، لاعب المنتخب البرتغالي السابق، ومايكل فان براغ، رئيس الاتحاد الهولندي لكرة القدم. كثيرون من المهتمين بكرة القدم، وخصوصا أولئك النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعية، يرون ألا فائدة من ترشح أي شخص أمام سيب بلاتر، فبعضهم يعتقد أنه فائز لا محالة، غير أن مجموعة كبيرة من أولئك الراغبين في تغيير سمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم، يعتقدون أن الوقت قد حان للتغيير، ليس لأن بلاتر قد قضى قرابة الستة عشر عاما على رأس الهرم، بل لتوارد الأنباء والإشاعات بشكل مستمر حول فساده وصفقاته المالية التي تتم تحت الطاولة، إضافة إلى سجلات تناقلتها وسائل إعلام مختلفة تضمنت شبهات مالية، ورشاوى مقابل أصوات في الانتخابات أو ما شابه، ولعل آخر هذه السجلات كان برنامجا خاصا مدته ساعة كاملة عرضته محطة ESPN الرياضية، حول ملفات الفساد التي طالت الفيفا، وكان البطل الأول فيها هو سيب بلاتر نفسه. أولى تلك الاتهامات لبلاتر جاءت على لسان مسؤول في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عام 2002، يتهمه فيها بدفع رشاوى لعدد من أعضاء الاتحادات الكروية للتصويت له (أي لبلاتر) في انتخابات رئاسة الفيفا في نفس العام. هذه الاتهامات، التي نشرها أيضا موقع CNN International آنذاك، ذكرها فرح أدو، رئيس الاتحاد الصومالي لكرة القدم آنذاك، والتي قال فيها إن مبلغ 100 ألف دولار عرض عليه مقابل التصويت لبلاتر في الانتخابات، مؤكدا حينها أن 18 دولة أفريقية قبلت الرشاوى، وصوتت لصالح بلاتر. ومع استمرار مسلسل الفساد الذي بدأ يحوم حول سيب بلاتر، تزايدت المطالبات بتنحيه هو وكل من طالته الاتهامات، خصوصا وأن أنباء قد دارت في تلك الفترة، أي في عام 2002، عن تلقي سلفه جواو هافيلانغ، عمولة مالية ضخمة مقابل منح عقود البث التلفزيوني لكأس العالم 2002 لجهات معينة. ومع تكشف الأمور، وتبرئة بلاتر من القضية، اضطر هافيلانغ إلى الاستقالة من منصبه كرئيس شرفي للفيفا. وسائل إعلام متعددة تداولت أيضا أنباء عن تلقي عدد من الشخصيات الرياضية، ومن بينها مسؤولين في الفيفا، هدايا ثمينة من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، تمثلت في ساعات وصلت قيمة الواحدة منها إلى أكثر من ثمانية آلاف دولار، فيما لم يتم وقتها ذكر أسماء محددة قبلت الهدية ولم ترجعها. ولا يقتصر السخط على بلاتر بسبب اتهامات الفساد المالي فحسب، بل تعليقاته التي لا تليق بكونه رئيسا لأكبر مؤسسة رياضية في العالم. فقبل نحو أربعة أعوام، قال بلاتر في إحدى المناسبات الرياضية إن العنصرية ليست بمشكلة موجودة في كرة القدم، وفي حال حصولها، فحلها بسيط: مصافحة اليد. هذه التصريحات أغضبت الكثيرين حول العالم، لاعتقادهم أن بلاتر لا يجد في العنصرية مشكلة أبدا، وأن حلها بهذه البساطة سيمحوها من الوجود. الرياضيات كن أيضا على موعد مع تصريحات بلاتر "الغريبة،" ففي عام 2004، قدم سيب بلاتر حلا اعتقد أنه سيسهم في تحسين صورة رياضة المرأة أمام العالم. هذا الحل هو "ارتداء النساء ملابس ضيقة، لأن لديهن جمالا يختلف عن الرجال من اللاعبين، وبالتالي يجب تقديم الرياضات الخاصة بهن أسلوب عصري وجميل،" وفقا لما تناقلته الصحف. في المقابل، يقف ثلاثة مرشحون، كل منهم يأتي ببرنامج انتخابي مختلف عن الآخر، وبتوجه ربما العامل المشترك فيها هو ضرورة إحداث التغيير، وتحسين صورة الاتحاد الدولي لكرة القدم أمام الناس، لأن الكثيرين لا يملكون أملا كبيرا على ما يبدو في مؤسسة دولية نخر الفساد أركانها، وأصبحت رمزا لأصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات، بدلا من أن تكون الممثل الحقيقي للعبة الأكثر شعبية في العالم.