على درب الشهادة والعز، اختار ابن آخر من أبناء الوطن البررة تلبية نداء الواجب، ويقدم نفسه من أجل تراب الوطن الغالي ويلقى الشهادة في أكثر الساحات شرفاً، ماضياً على درب من سبقوه من أخوته في يوم مبارك من أيام الشهر الفضيل الذي شهد استشهاده في المملكة العربية السعودية ضمن مشاركة القوات المسلحة مع قوات التحالف العربي التي تحمي المنطقة وتحافظ عليها من عبث العابثين. هزيم عبيد آل علي وهو من أبناء منطقة الحمرية في الشارقة وأب لسبعة أبناء كان يدرك مثل غيره بانضمامه لقوات الفخر وخروجه إلى ساحة الشرف أنه قد يعود منها سالماً وقد ينال الشهادة في أي مشاركة دون أهله ووطنه، مسترخصاً الغالي من أجل ما هو أغلى وطن العز والفخار الإمارات. لقي هزيم ربه بنفس راضية طائعة، مؤمنة بما قسمه الله لها، وقد خلف أثراً في نفوس من كان قريباً منه وعرفه ومن لم يعرفه، فالحزن واحد والألم كذلك واحد، والعزاء للوطن بأكمله. رحيل لن ينساه الوطن الذي يقدر الصنيع ويثمن البذل غالياً من جانب من أعطى وأخلص، وسيبقى هزيم عبيد باسمه وسيرته الزكية حاضراً ليس في سجلات الشهادة فحسب بل في القلوب نتذكره في السلم وحين تشتد الخطوب، اسم رسم بأحرف مداده حب الوطن وتلبية النداء. رحل هزيم وترك وراءه صغاراً لا شك أنهم سيكونون بررة مثل أبيهم يسيرون على دربه في حب الوطن والبذل والإخلاص له، وهل هناك أشرف من هذا؟.