اعتبر محمد السحيمي أن العنصرية ( هياط ) والهياط كما عرفه السحيمي في برنامج لقاء الجمعة ( ثورة البحر وارتفاع موجه) الحلقة كانت تناقش قضية العنصرية، بعد القضايا العديدة التي اتخذت فيها الدولة اجراءات حاسمة وحازمة ضد مرتكبيها، لكن كما هي عادة البرامج الحوارية ( ما يصدقوا مصيبة الا ويشبعوا فيها لطم ) جاءت الحلقة ( تكحلها عمتها ) لأن من البديهيات أن يتسم النقاش بالحياد، وأن يتجرد المناقشون من الرواسب الثقافية والصور الذهنية السلبية، لتفادي الوقوع في مطبات هوائية كما حدث للأستاذ محمد السحيمي الكاتب الساخر المعروف وعبد الله المديفر مقدم البرنامج على قناة روتانا. شاهدت الحلقة واستمعت الى الحوار على اليوتيوب وجهاز الآيفون، لذلك ربما كنت شديدة التركيز للحوار الذي تشعب الى موضوعات عديدة، باعتراف السحيمي الذي شبه استطراداته بالمقامات الموسيقية التي تنتقل اليها سيدة الغناء العربي أم كلثوم ولكنها تعود الى المقام وهو لا يعود، وهذا تشبيه لا يناسب الحال ولا المقام، لأني لم أشعر بالطرب والمتعة الفنية، ولكن ( هياط في هياط ) هذا هو الذي حدث في تلك الحلقة لم تكن تشريحاً ولا تشويهاً ولا نقداً صريحاً للعنصرية بقدر ما كانت مباهاة وتعصباً للقبيلة وقوانينها وترسيخاً لمكانة قبيلة السحيمي وأخواله وأعمامه. انحياز السحيمي الى القبيلة بنظامها وأمجادها تلويح بأنها المكون الرئيسي لسكان المملكة ، واحتفاء بالعنصرية والعصبية القبلية، في الحقيقة لم ينفِ انحيازه، بل استدعاها في صورتها الإيجابية، ومثل بموقعة اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بتقسيم الجيش تقسيما عنصرياً لبث الشجاعة وتحفيزه لنصر الاسلام، والحقيقة إن العنصرية التي ظهرت في موقعة اليمامة هي من قبيلة ربيعة التي استنجد بها مسيلمة، واحتشدت الجيوش ومنهم من يشهد أن محمداً رسول الله لكن العصبية القبلية آثرت ( كذاب ربيعة على صادق مضر) كما كانوا يقولون! نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( دعوها فإنها منتنة ) كيف إذن تستخدم كوسيلة حرب، فلم تكن النظرية الميكافيلية قد ظهرت ( الغاية تبرر الوسيلة ) في تلك المرحلة المبكرة من التاريخ الاسلامي، حتى لو ظهرت لم تكن لتصل الى شبه الجزيرة العربية على ظهور الجمال، ولو وصلت لم يكن من خلق الصحابة إغفال النهج النبوي في معركة لنصرة دين محمد. أما ما وقع فيه صراحاً بواحاً خلال استشهاده عن الحجاز والأتراك أي ( الطرش ) هكذا قال وتلقاها « المديفر» بتأكيدة منه على اعتبار أن كل أهل الحجاز هم ( طرش ) مع أن هذا المطب الهوائي الوحيد الذي ربما لم ينتبه له السحيمي الا أنه يؤكد الصورة الذهنية العنصرية المستقرة في أذهان بعض الكتاب والمثقفين المنتسبين الى قبائل الشمال أو الجنوب أو الوسط، مع أن قريش أكبر قبيلة عربية ومعظم أهل الحجاز ينتمون إليها. لا يمكن في هذا العصر تجاهل القوانين المدنية والشريعة الاسلامية والاحتكام الى قانون القبيلة كما يدعو الأستاذ السحيمي أرجو أن يتابع أقواله وانفعالاته واستطراداته في تلك الحلقة ليتأكد من أن العصبية القبلية تسيطر عليه وأنه يريد نفي الآخر ( أهل الحجاز ) لتبقى البداوة وقانون القبيلة سائدة ويخضع لها أهل المدينة والحضارة القديمة هذا هو الهياط. nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com