ألمحت مصادر إلى إمكانية نقل الرئيس المعزول محمد مرسي، المحتجز في مكان غير معلوم، منذ عزله في الثالث من يوليو الماضي، للإقامة الدائمة بسجن طرة مع بدء محاكمته المقررة في الرابع من نوفمبر. وطالب رئيس حزب الجبهة الديموقراطية الدكتور أسامة الغزالي حرب، بمحاكمة مرسي في أسرع وقت وبشكل علني. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن"، "لا بد أن يرى الشعب المصري كله ما يحدث مع مرسي في المحاكمة، وما التهم الموجهة إليه". في المقابل، قال فيصل السيد، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، وعضو هيئة الدفاع عن مرسي، في تصريحات إلى "الوطن" "هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية أحداث الاتحادية، سيكون على رأسها الدكتور محمد سليم العوا، ووكيل لجنة الحريات بنقابة المحامين محمد الدماطي، ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشورى السابق محمد طوسون، إضافة إلى الدكتور كامل مندور. وأضاف "حضورنا للمحاكمة لا يعني الاعتراف بها أو بإجراءاتها، بل سنقول إنها تنعقد بصورة غير قانونية فقط، وهذا فيما يتعلق بالرئيس المنتخب؛ لأن ما يتم معه هو إجراء غير قانوني وغير دستوري، وسوف نترافع عن الآخرين في القضية. لا سيما وأن نيابة مصر الجديدة التي يترأسها المستشار مصطفي خاطر، كانت قد أعدت مذكرة قبل 3 يوليو، حول أحداث الاتحادية، وانتهت إلى حفظ القضية لعدم وجود محرض أو قاتل، ونحن نمتلك صورة من هذه المذكرة". من جهة أخرى، وصل مدير المخابرات العسكرية الروسية فيكسلاف كوندراسكو، إلى القاهرة على رأس وفد رفيع في زيارة تستغرق عدة أيام، إذ يعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين؛ لبحث سبل دعم علاقات التعاون بين مصر وروسيا في مجالات التدريب والتسليح وتبادل المعلومات. وقال سفير مصر السابق لدى روسيا رؤوف سعد، في تصريحات صحفية "الوضع المضطرب في مصر والتغيرات الطارئة على السلطة تركت الولايات المتحدة في حيرة من أمرها، والاضطرابات السياسية وخيبة الأمل اللتين أصابتا مصر من حلفائها الغربيين، جعلتها تفكر مليا من جديد في سياستها الخارجية وأولوياتها وتحويل محور اهتمامها وتحالفاتها إلى دول شرق الأطلسي، لا سيما النظر إلى الدب الروسي، وهو ما يجعل القاهرة تحاول التقارب من موسكو لبناء علاقات جديدة، خاصة بعدما فقدت واشنطن مصداقيتها؛ بسبب موقفها المتناقض مع تغيير الحكومات في القاهرة، والتقارب المصري الروسي مهم جدا في تلك الفترة؛ لأن موسكو لديها حوافز واضحة لتوسيع الحوار مع دول الشرق الأوسط". بدوره قال الخبير الاستراتيجي والعسكري والرئيس الأسبق لهيئة عمليات القوات المسلحة اللواء عبدالمنعم سعيد لـ"الوطن"، "الزيارة تكتسب أهمية بالغة، خاصة وأنها تأتي في الوقت الذي ضاق فيه الشعب المصري من تهديدات واشنطن بوقف المعونة، واستبدال السلاح الأميركي بنظيره الروسي أصبح مطلبا شعبيا، كما أن الجيش يفضل السلاح الروسي نظرا لتقدمه وسهولة استخدامه. وتنويع مصادر السلاح هذه الفترة يصب في مصلحة مصر، حتى تتخلص من التبعية والاحتكار الأميركي، الذي لا يعرف سوى مصلحته على حساب الشعوب". في سياق أمني، لقي 3 من أفراد الشرطة المصرية مصرعهم أمس، في هجوم بالأسلحة الآلية في محافظة الدقهلية. وقال بيان لوزارة الداخلية ـ حصلت "الوطن" على نسخة منه ـ إن "أميني شرطة ومساعدا قتلوا في الهجوم الذي شنه 4 مسلحون مجهولون، كانوا يستقلون دراجة نارية وبحوزتهم سلاحين آليين، وأن هذا هو الهجوم الثاني خلال يومين، إذ هاجم مجهولون سيارة شرطة مكلفة بتأمين سيارة لنقل أموال البريد أثناء مرورها أمام قرية العتامنة بمركز طما، مما أسفر عن مقتل أمين شرطة وإصابة آخر". إلى ذلك، أحالت النيابة عناصر الخلية الإرهابية، التي تم القبض على أعضائها في مدينة العبور، وقال رئيس النيابة محمد يوسف، إن التحقيقات أظهرت تورط 4 من عناصر تلك الخلية، البالغ عددهم 9 أعضاء، في واقعة الاعتداء على كنيسة الوراق، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية". من جهته، قال رئيس الوزراء حازم الببلاوي، إن مصر لن تسمح بالمساس بأمن دول الخليج، مشيرا إلى أن الإرهاب الذي شهدته بلاده في تسعينات القرن الماضي، لن يتكرر ثانية. وأضاف في تصريحات إعلامية "جماعة الإخوان المسلمين تتلقى دعما خارجيا، ولا توجد أي وساطة معها حاليا، فالجماعة تريد أن تفشل الدولة اقتصاديا حتى يشعر الناس بالملل، خاصة وأن الاستقرار السياسي والاقتصادي يبدأ بالاستقرار الأمني، ومن هنا تأتي أهمية وجود ذراع أمنية؛ لوقف أي إخلال بالأمن، وهناك رغبة وتصميم على إعادة اﻷمن لسيناء، وسيطرة القوات المسلحة والشرطة عليها تزداد يوما بعد يوم، ومصر تتقدم بصورة مضطردة نحو تحقيق أهدافها، من خلال وضع الدستور ثم إجراء الانتخابات".